مريم الجابرية
المسار مغلقٌ..
ماذا يحدث أسفل هذا الجسرِ الشهيرِ؟ سألت، حتى وجدت أنهم يقومون بمشروعِ التشجيرِ. وأخيرًا ستُرسَم اللوحةُ الخضراءُ كما في صورةِ المشروعِ التي تقررت منذ زمنٍ، أتمنى أن تكون كلمسةِ فنانٍ طالما أحترف لغةَ الألوانِ وتجانسها.
تنهدت أكثرَ وأنا في انتظارِ الإشارةِ الخضراءِ، فمن أجلِ الخضارِ علينا أن نصبر على الزحامِ لشهورٍ قليلةٍ كما هو مفترضٌ.
(علينا أن نزرع أكثرَ)، هذا ما تلى تنهيدتي التاليةَ وأنا أكمل الطريقَ، وأنا أتأمل المزارعَ إلى جوارِ الشارعِ، وقد تنافس أصحابها على تحويلها لمحالٍّ تجاريةٍ! لا ألومهم، فالزراعةُ لم تعد مصدرَ دخلٍ آمنٍ كما كانت في حقبةٍ من الزمنِ.
وهناك أيضًا مساحاتٌ خضراءُ تحولت للونِ الرماديِّ الباهتِ بسببِ تملحِ التربةِ.
أكملت طريقي، تراءت لي المصانعُ العملاقةُ هناك على أطرافِ المدينةِ، وهي تنفث الكثيرَ من الأدخنةِ.
يا الله، مدينتي الجميلةُ تحتاج لرئتين من الخضارِ! حتى تشرق أكثرَ، ويغزو الأكسجين أرجاءَ المكانِ.
ماذا نحتاج حتى نصل إلى التوازنِ؟ ليس التشجيرُ فقط حلًّا.
ربما علينا أن نحفز المزارعَ العمانيَّ على العودةِ إلى الأرضِ وحصادِها، كما نريد قانونًا صارمًا، فمن يقطع شجرةً يزرع مكانَها خمسَ أشجارٍ، هل لنا أن نشترط من تلك المصانعِ الكبرى مشاريعَ تشجيرٍ ممتدةً لسنواتٍ؟ هل تكتفي المدارسُ والجامعات بيومِ شجرةٍ واحدٍ أم تصبح كل أيامِها اعتناءً بالطبيعةِ؟ ماذا عن حديقةٍ تزين الأماكنَ السكنيةَ؟
خالجتني الكثيرُ من الأفكارِ،
وكان مفادُها: نريد أن نزهر أكثرَ!
