بين كثرة فتن الدهر يظل العاقل حيران
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
كل يوم نفتتن بفتنةٍ جديدة ويحار ذوي العقول في تفحص حقيقة مصداقيتها.
ومع التواصل التكنولوجي وكما يطلق عليه مجتمع التواصل الاجتماعي تفشى الكذب بمختلف أساليبه الدعائية فحدث في سوريا ينقل بأنه وقع في العراق وحادث وقع منذ عام ينشر بأنه حدث في هذه اللحظة وصورة مركبة ببرامج خبيثة تظهر عكس الحقيقة لتنشر الفتن وصوت يتحدث به صاحبه بصلاح يدمج بكلمات أخرى ليستهزء به.
هكذا هم جاهزون لأنواع الفتن والناس تصدق وتنشر من وراءهم هذه الفتن والإشاعات، ذباب إلكتروني مجند لزرع الفتن وتدمير الشعوب، بل تخطت هذه الفتن الدول لتجد بعض الدول في مواقفها متذبذبة فيوما مع هؤلاء وغداً مع هؤلاء وميعاد يعطى وميعاد يخان وهلم جرا، فتن كقطع الليل المظلم تموج في بعضها ونحن بينها لا نفرق بين باطل ولا حق كلها نسجت لأغراض دنيوية وأهداف شخصية ومأرب أخرى غير ما قيل، فمن سار في وحلها غرق ومن بعد عنها نجا وكثير منا انزلق في مستنقع ووكر الفتن.
فهي تنسج له كأنها شمس الظهيرة فيتبعها وهي خرقاء كسواد الليل المظلم لا يخرج منها إلا رياح الفتن النتنة أعاذنا الله والله المستعان وهو الغالب على أمره.
ولكن مع ذلك هناك بريق أمل فيمن توكل على الله ونأى بنفسه عن الفتن بعدم الخوض فيها وتجنبها وقاسها بمقياس الحق الذي أنزله الله عز وجل والبعد كل البعد عن التغلغل في تفاصيلها المفبركة بمقاييس آخر الزمان.
هنا نجد أن الحق سوف يكون صلباً كالطود لا تشوبه شائبة ونور الحقيقة ساطعة كشمس الظهيرة روحاً لا تلوثها أوساخ الدهر.
فقوموا حفظكم الله نتمسك بلباس التقوى ونبتعد عن حمى الجاهلية ولا نجعل لفتن الدهر موضعاً في حياتنا … لا نعيد نشر مـا يكتب ولا نؤيد مقالاً أو خبراً نشر إلا إذا كانت حقيقته كبرق المزن وضاءة تشق السماء ولا نفتتن بمقطع أو صورة أريد بها سوء لأحد ولا نتجاوز حدود الدين والخلق من أجل دنيا فانية.
قال تعالى : { أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانه عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّه وَرِضْوَان خَيْر أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانه عَلَى شَفَا جُرُف هَار فَانْهَار بِهِ فِي نَار جَهَنَّم } صدق الله العظيم .
رعاكم الله وهداكم ولا أراكم إلا دروب الخير في حياتكم …. ففتن المساء تتلوها فتن الصباح وفجر السعد والحق يمحق تلك الفتن.
فعش سعيداً عزيزاً دائماً بثبات العقيدة وقول الحق ودرء الباطل إن الباطل كان زهوقا.
نفعني الله وإياكم باستخلاص القول السديد والعمل على الفعل المجيد وحفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين والعالم بأسره من شر هذه الجائحة العظيمة.