مات أبي
ايمان أبوعميرة
مات أبي
ومات معه كل شيء
مات الأمان مات الحنان
مات الحب مات الأطمئنان
مات الاستئناس ماتت البهجة
مات الفرح ماتت اللهفة
مات الحلم مات الأمل
أكتب عن فراق أبي
موت أبي هو انهيار لسدّ كان
يشعرنا بالأمان في وجوده أمام نوائب الدهر
أبي رجلاً كان عادياً، لكننا نراه أسطورة تمشي بيننا
أبي كان بشوشاً دائماً
تدخل عليه بهموم الدنيا وفِي ثواني يقلبها لك سعاده حتى تستحقر نفسك كيف كنت أثوره كل هذه الثورة والأمر أتفه مما أتخيل.
مات الكريم الذي أحاطنا وأحاط أولادنا بكرمه بل بفيض كرمه
مات من كان لا يتحمل نبرة حزن بصوتي
مات من كان لا يحب أن يرى دمعة بعيني
رحلتَ وفي القلب غُصَّة وفي النفس حسرة؛ منحتنا كل شيء، ولم تأخذ منَّا شيئاً، كنت تعطينا بلا حساب ، قدَّمتَ لنا ما لم يقدمه أبٌ لأبنائه، ومنذ أن عرفتُ الحياة وأنتَ لنا العطاء والاحتواء، والصبر والوفاء،والأمل وكنت أنت البارَّ بنا ولم ينلك البِرُّ منَّا كما يجب أن يكون البِرُّ.
….تؤلمني حياتي بدونك يا أبي
ولكن عزائي أنك أقبلتَ على من هو أرحم منَّا وأكرم منَّا، وأنك انتقلت من دار الفناء والبلاء إلى دار المستقر والبقاء..
عزائي يا أبي هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله قبل موته، قالوا: يا رسول الله! وكيف يستعمله؟ قال: يُوفِّقه لعملٍ صالح، ثم يقبضه عليه)
قد كنتَ تدعو الله أن يقبضك وأنت صائم فاستجاب الله لك أسأل الله لك ولأمي الفردوس الأعلى.
..