2024
Adsense
مقالات صحفية

الطموح وصناعة النجاح

خلفان بن ناصر بن سعيد الرواحي

يمكن أن نلخص ونوجز معنى الطموح ؛ بأنه هو الوسيلة التي يعتمد الناس عليها للوصول إلى غاية أو هدف معين؛ سواءً كانت محدودة بفترة زمنية واضحة أم غير محددة بزمن، فالذي ليس لديه طموح وهدف لا يستطيع أن يعمل شيء، وكثيراً ما تجده لا يستطيع أن يحقق أي شيء؛ فالطموح يمثل الوقود الذي تعمل عليه أدمغة الناس.
أما النجاح فهو تحقيق الطموح الذي تم التخطيط له ؛ وأنه عادة ما يخرج من رحم المعاناة ، وأن معظم الشواهد تدل على ذلك ؛ فهم من سلكوا طرقاً ودروباً فيها الكثير من المصاعب والعوائق والتحديات، ولكن ما هو النجاح الحقيقي !.

إن النجاح الحقيقي هو أن ترتقي بهمتك ، لا أن ترتقي على أكتاف الآخرين ؛ وهذه الحكمة التي بنيت عليها مسيرة طموحي ؛ وما زلت أحتفظ بها ، فمنذ قديم الزمان والإنسان منذ أن حطّت قدماه الأرض ؛ وهو يسعى لأن يبني حياته ويعمّر الأرض بكل أنواع العمل، يجرب ويحاول ويزيد على ذلك العمل شيء جديد حتّى وضع القواعد الأساسية لكل الأعمال، ووضع نقاط الإنجاز على حروف العمل، ولولا أن كان من الإنسان في القِدم إتقانٌ في عمله لما استمر في هذه الحياة، فالإتقان دليل الاستمرار والبقاء قدر الإمكان. فمن منطلق قوله تعالى :(( : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) [التوبة:105]، وقول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم : ( حب لأخيك ما تحبه لنفسك)، فهذا أمر بالعمل وأنّه على العمل يكون هناك رقيب هو الله ورسوله والمؤمنون، فإن لم يتقن المسلم عمله من تلقاء نفسه ومن نزعة المسئولية في ذاته لبناء طموحه وتحقيق غايته بما لا يضر غيره ، يتقنه لأنّ هناك رقيب وليس أعظم من مراقبة الله في كل زمانٍ ومكان لإتقان كل عمل.

يقول أحد الحكماء : إن على المرء أن لا يشتم منافساً له، ففي ذلك اعتراف بأن نجاحه يسبب لك الضرر. فهنا أقول أن الثقة في النفس هي المفتاح السحري لجميع النجاحات، فالثقة بالنفس بعد التوكل والاعتماد على الله هي المحرك الأول لبناء النجاح، وصنعها والمضي قدماً لتحقيقها وكسبها والظفر بها.
يقول هايبر سميث- أحد الخبراء في تنظيم الوقت- : إن اعتدادنا بأنفسنا يجب أن ينبع من داخلنا، وأن لا يقوم ذلك الإعتداد على وجهة نظر الآخرين ، أو مرتبطاً بشعورهم ، لأن ذلك سيؤدي إلى تناقص القيم التي تؤمن بها بعمق. وذكر أيضاً العالم كين سيلتون : أن هناك أربع خصائص للاعتماد على الذات في كتابه – النجاح الحقيقي في الحياة- أولها: الحسم ؛ فالتردد هو أحد أهم أسباب سقوط الفاشلين، وثانيها: الثبات والمبدئية ؛ فالثبات والتمتع بالمواقف الصلبة هي التي تنطلق من المبادىء التي تؤمن بها لتحقيق الهدف والنجاح ، وثالثها: الاستقلالية من خلال الاستقامة والنبل وعدم الاعتماد على الآخرين؛ ورابعها: الكرامة ، حيث أنه لا يمكن للإنسان الشريف المتحلي بالكرامة أن يكون مستعبداً ومضطهداً.

إذاً من هنا نقول : أن النجاح ليس طريقاً سهل المنال لبلوغ الطموح، لأنه لم يؤخذ بالنوم والتمني وأحلام اليقظة والتسويف، بل يكون ذلك بالإصرار والعزيمة والحزم والمواصلة والمثابرة، وهمة النفس وحسن الخلق، فلتحقيق ذلك يجب أن تحدد لنفسك هدفاً واضحاً، ثم تتخيل هذه الصورة وهذا الهدف بشكل واضح وجلي، ثم تستدعي هذه الصورة الذهنية إلى عقلك قدر ما تستطيع، ثم تعايشها معايشة إيجابية وتلامس حقيقة وقوعها بشكل منطقي وإيجابي، ثم تقوم بتأكيد الطاقة الإيجابية في صورتك الذهنية بأن تستخدم التخيل الذي يؤكد على أن ما تتخيله يمكن أن يتحقق وبشكل مؤكد بتوفيق الله، ويجب أن تحتفظ برؤيتك في ذهنك ، وأن تتخيل وتصنع لنفسك مكانة مرموقة في محيط وخارطة هذا العالم ، وبالتالي تتعايش مع تلك النظرة وتلك الرؤية ، فمعظم الذين حققوا نجاحات وتقدماً في هذه الحياة هم أولئك الأشخاص الذين استطاعوا تخيل أنفسهم في تلك المكانة قبل تحقيقها. لذا أطرد الخوف ، وفكر بإيجابية ، وتغلب على الإحباط وتوقع الأفضل دائماً، فكل هذه خيوط موصلة للهدف النهائي في تحقيق الآمال والغايات.

عليه يجب علينا أن نستدل ونسترشد بمفاتيح التميز والتفرد في مسيرة الناجحين العظماء ، ونسير على نهجهم لنوقظ هممنا، ونخبر بذلك الخاملين والنائمين والكسالى، وأهل الشائعات والتردد ؛ لكي يحققوا النجاح في عالم الطموح بالجهد والبذل والتعب والسهر، وهناك أكثر من شاهد يؤكد هذه النجاحات في بلدنا وفي البلاد العربية والأجنبية، فلنستلهم الدروس منها ، فإنه الطموح عندما يؤسس على الإصرار والمثابرة والعمل ، وبارك الله في تلك النفوس الكبيرة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights