2024
Adsense
مقالات صحفية

رسائل تلميذ

بقلم : ليلى بنت سعيد اللمكية

رسائل تلميذ ( 1 )
كانت ليلة ثفيله علينا ،أمي غادرت المنزل إلى منزل جدتي الحنون ،تركتنا مع أبي الصامد ،،أول ليله بدونها،،أصبحنا على صوت أبي الشجي وهو يؤذن لصلاه الفجر ،صلينا وافترشنا الارض لوجبه الإفطار ،كل منا يحدق بالاخر ، مائدتنا ناقصه ، أمي نبع الحنان ليست بيننا
خرجنا بتثاقل الى المدرسة ،لم نرغب بدوام ذلك اليوم،وصلت الى باب المدرسه ،وإذا به يناديني” الشيخ صباح الخير كيف حالك “،،صافحني بحراره ، تبعثر الضيق بداخلي ،وابتسمت ، دخلت مدرستي وصافحت زملائي واساتذتي ..
انتهى دوام اليوم ليبادلني الابتسام ، ويودعني “الله معك”
كنت فرحا بوجوده معنا،،وفرحتي أكبر بعوده أمي ،،
أحبك مديري الغالي

رسائل تلميذ ( 2 )
كانت السماء ملبدة بالغيوم منذ الصباح الباكر ،كل طلاب المدرسه فرحين ( يا رب ينزل مطر ) ، بعد الحصة السادسه بدأت الخيرات رذاذ خفيف،،ثم انهمر مطر غزير، دق جرس المدرسه معلناً نهايه اليوم الدراسي، يتدافع الطلاب على الدرج ويتسارعون متسابقين الى الباصات قبل نزول الوديان..
رأيته كالعادة أول الواصلين عند باب الخروج بخيزرانته ينظم خروج الطلبة حتى لا ينزلق احدهم او يتأذى من التدافع عند بوابه المدرسه او الباص
ازدادت الامطار غزاره وأبي لم يحضر كالعاده لتغير توقيت خروجنا من المدرسة -لا يوجد باص لحارتنا لقربها من المدرسه بأقل من 200 م-
يا إلهي ماذا أفعل فكرت به ليوصلني ولكن تراجعت لما له من مسؤوليات اخرى ،،لمحت جارنا ( معلم بالمدرسة) لحقت به وأشرت محاولاً إيقافه لكن لم ينتبه لي لغزاره المطر ، إنطلقت ركضا الى بيت جدتي خلف المدرسه ( اقرب من بيتنا في حاره اخرى ) وصلت بسلام نسيت ان اتصل بأبي وامي وأخبرهم باني بخير في بيت جدتي
خرج ابي باحثا عني ،،وكان مديري الغالي لا زال مع عدد من الطلبه عند بوابه المدرسه ،سأل ابي عني ،،ودخل مديري باحثأ عني داخل المدرسه لم يجدني ،
تحت المطر الغزيز يقف لامان بقيه الطلبه لم يغادر حتى غادر اخر طالب …
اتصلت بأبي بعد نصف ساعه واعلمته بسلامتي ،عندما التقينا حكى لي شهامه مديري الغالي وتوالي اتصالاته ليسأل عن وصولي للمنزل بسلام ،،
سلام عليك مديري الغالي

رسائل تلميذ ( 3 )
بعد مرور قرابه شهرين على بدايه الفصل الدراسي الثاني ،لاحظ أبي تدني مستوى مذاكرتي وكثرة خروجي للعب كرة القدم مع أقراني في ملعب حارتنا الجميله تحت سفوح الجبل ، تواصل ( معه) ليجلس معي وينصحني،طبعا دون علمي بذلك …صباح اليوم التالي أبلغني معلم الحصه الأولى :” روح عند المدير يريدك”، بدأت الأفكار تتزاحم بمخيلتي ماذا فعلت لماذا يستدعني مدير المدرسه ،طرقت باب مكتبه ويدي ترتجفان ،،وقف وبيده خيزرانته المخضرمه ،فكرت بالهروب لكن سيلحق بي قوي الملاحظة وسريع الحركة لن أستطيع ،،يا إلهي ماذا أفعل ؟
اقترب مني وتوقعت أن ينزل بخيزرانته علي ، ولكن وضع يده على كتفي وقال: كيفك يا بطل ، كيف المذاكرة ،،أنت طالب مجتهد وما شاء الله درجاتك الفصل الأول مرتفعه،أريدك تواصل الاجتهاد وانا متاكد انك أتجيب أكثر ،،ذاكر واجتهد وأنا أسال عنك معلميك.
ثم قال : ارجع صفك وسلم على ابوك
يالله كم كانت كلماته مؤثره لها وقع كبير علي
سأواصل اجتهادي لأجلك ولأجلي ولأجل أبي الحبيب
أعدك بذلك مديري الكاريزمي ،،،

رسائل تلميذ ( 4 )
بعثني معلم الحصه الرابعه على نهايتها لمرافقه زميلي المريض الى غرفه الصحة ،أوصلته وراودتني نفسي بأخذ لفه جهه ملعب المدرسه الخلفي لأني سمعت زملائي بوجود مباراه كره قدم بين صفوف التاسع ،وفعلا ذهبت متبقي من الحصه الرابعه خمس دقائق ،تابعت المباراة لنهايتها وعدت لصفي على بدايه الحصه الخامسه،خمس دقائق اخرى وحضر الاخصائي الاجتماعي لاستدعائي لمكتبه.
أبلغ عني معلم الحصه الرابعه بتسربي وعدم عودتي للصف بحصته،بحضور المدير تم استجوابي ،أين كنت ؟ماذا كنت تفعل وقت الحصه عند سور المدرسه ؟ لم أفعل شيء فقط شاهدت أحد الطلاب يهرب من أعلى السور وآخر والده يناوله أبيه مشروب غازي لأن منزلهم خلف المدرسه وذلك وقت الفسحة،،،
هكذا كان مديري يلاحق المتسربين من الحصص بخيزرانته ويصعد متسلقا الجبل خلف المدرسه ،ويقفز من سور المدرسه ليوقف مهزله الهروب الفردي والإهمال لمعنى المستقبل
بصوت تعلوه نبره حده مع احتواء ( اذا كررت فعلتك سيسجل إسمك في قائمه المخالفات في البوابة التعليميه)
سلمك الله مديري الغالي وحفظك من كل مكروه.

رسائل تلميذ ( 5 )
دق جرس نهايه اليوم الدراسي ، وكالعادة تدافع الطلاب على الدرج ومنهم من وقع، ومنهم من خلع حذائه لتسهيل الركض نحو الباصات.
والمدير بخيزرانته المخضرمه يركض خملفهم ( انتبه يا ولد عن تتعور،لا تركضوا ،شوي شوي ،لا تتضاربوا ،الله يحفظكم ويسلمكم ) كانت كلماته اليومية نهايه اليوم الدراسي حفظتها غيبا .
يتابع ركوب الطلاب متنقلاً بين الباصات ،إلى أن لاحظ وجود خلاف بين طالبين في أحد الباصات وتقاتلا بعنف ،،ركض نحوهم -كأسد يدافع عن أشباله – وأنزلهم من الباص عنفهم بشده وعرف سبب خصامهم وطلب منهم الاعتذار لبعضم عن هذا التصرف المشين ،ثم أعتذرا منه مع وعودهم بعدم التكرار.
لله درك من مدير ،تحت أشعه الشمس الحارة يتابع ركوب طلابه حتى آخرهم ولا يركب سيارته الا بعد مغادره آخر تلميذ بمدرسته مع جهود المعلمين المناوبين…

رسائل تلميذ (6)
آخر يوم امتحانات الفصل الدراسي الأول ، كالعاده يخرج مديري الغالي لمتابعه ركوب الطلبه في الحافلات ،وفجأه لاحظ ركوب أحد الطلبه بسياره خاصه تقف بعيدا عن المدرسه ،،ناداه ولكن ما من مجيب ،أسرع لسيارته لتدارك الموقف ،لحق بالسيارة التي نقلت الطالب في موقف يخفي وراءه علامات استفهام ..أسرع خلفها ولحقها بأحد حارات القرية المجاورة ،أوقفها ( من أنت ما صله قرابتك بالطالب ؟ لماذا لا ترد علي ؟ ) أمسك الطالب من يده وأنزله ،،مع تسجيل رقم السياره.
تم استدعاء ولي الامر للمدرسه ( جده لأمه) ،الام والاب مطلقان ،والطالب يعيش مع جده كبير السن لا حول له ولا قوه ، لم يجد من يهتم به ويحتويه
وقف المدير ووجه كلامه للطالب:” أنت ولد خلوق وشاطر ، اهتم بمذاكرتك وأختر أصحابك ،وفقك الله يا بني ،اتمنى ان لا تكرر فعلتك”

( رسائل تلميذ (7)
اعتدنا على صوته الجهور ( صباح الخير ،كيف الصحة) يوميا يمر على قاعات الاختبارات نهاية العام الدراسي ، يتأكد من التزام الجميع بالحضور ويسألنا عن الامتحان ( كيف الامتحان ،ركزوا لا تستعجلوا معكم ساعتين زمن الاختبار ،خبروني أنه سهل وانتو شطار قادرين تتفوقوا بإذن الله تعالى) .
يمر على جميع القاعات يوميا ،يكاد يربت على أكتاف الجميع بروحه المرحه الايجابيه ، ويلتفت للمعلم المراقب ( الله يعطيك الصحه والعافية استاذ )

رسائل تلميذ (8)
يرتدي وشاحه المزركش بألوان العلم العماني الخالده ( الأبيض كصفاء قلبه ، الأحمر كحزمه في ما يتعلق بسلوك تلاميذه وتحصيلهم الدراسي ،الأخضر كغرس كلماته الايجابيه في نفوس تلاميذه ) ، يقف بشموخ العماني الأبي عند بوابه المدرسه ، يحيي معلميه وطلابه ( صباح الخير ،كل عام وأنتم بخير ) هكذا ننتظر العيد الوطني سنويا لنرى فرحته بمولد نهضه عمانيه شامخه ، نقتدي به في إخلاصه بعمله كرد جزئي لجميل وطننا الغالي عُمان
وفقك الله تعالى لما فيه خير عُمان الأبيه.

رسائل تلميذ (9)
لا يهدأ أبداً يستعد مع طاقمه الإداري والتدريسي لفعاليات إستقبال أولياء أمور أبنائه في ملتقى أولياء الأمور ، يخطط ويرتب ليكون ملتقى إستثنائي يستنشق أولياء الأمور فيه عبق روحه المتدفقه عطاءاً وتقديراً للآباء الكادحين في دواماتهم ، والتي يكون فيها البعض قد تكلف المسافات من محافظات أخرى ليلحقوا بركب سفينته المنتجه خيراً وحباً،،،يستقبلهم بابتسامته ويصافحهم بعمق الرابطة لسنوات بينهم ، يرحب بهم يدلهم على ترتيب القاعات حسب المواد الدراسيه ليدخلوا قي حوارات شفافه مع المعلمين حول مستويات أبنائهم ،يتأكد أن كل ولي أمر قد وجد الرعاية والاهتمام من طاقمه التدريسي الذي لا يتذمر من هكذا ملتقيات لمصلحه أبنائهم الطلبه.
شكرا مديري العزيز وطاقمك الإداري والتدريسي

رسائل تلميذ (10)
من سيستقبلني بإبتسامته المعهوده التي تمتص تعب الحياه ، من سيصافحني بحراره وينتزع من داخلي كسل الليله الماضيه ، من سيربت على كتفي ويهدئ من روعي حين يضربني زميلي المشاكس ، من سيدفعني للمذاكرة بكلماته الإيجابية ويشحذ همتي حين يصيبني سهم الإهمال ، من سيودعني نهايه اليوم الدراسي وهو بكامل نشاطه وحيويته ملوحاً بكلتا يديه نلتقي غدا .
كل هذا وأكثر سأفتقده ، نُقل مديري الغالي لمدرسه اخرى وياليتني نُقلت معه ،رحل دون حتى أن يسمح لي بوداعه …
وففك الله أبي الحنون وسدد خطاك وجعل أيامك كلها خير وبركه .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights