حمود بن علي الحاتمي
قد يستغرب البعض كيف يكرم الأموات في حضرة الاحياء
إلا أن الندوة التي عقدت اليوم بمجلس فلج العالي لتأبين فضيلة الشيخ زهران بن خميس المسعودي عصر يوم الجمعة بحضور أقمار من العلماء تحت رعاية سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام لمكتب الإفتاء وبتنظيم من اللجنة الثقافية بنادي الرستاق وفريق الشعلة الرياضي
أتى التأبين بعد عام من وفاة فضيلة الشيخ زهران
وقدمت خلال الندوة أوراق عمل تناولت سيرة حياته قدمها القاضي بمحكمة الاستئناف طالب المعمري اللذان تزاملا علما وعملا كما جاء في حديثه
بعد ذلك توالت أوراق الندوة تبين أهم أعماله ومنهجه في استنباط الأحكام القضائية
حتى قال عنه الشيخ محمد بن شامس البطاشي حينما قرأ بعض من أحكامه في بعض النزاعات (ما سهل هذا الولد ) وهو ما يدل على شهادة الشيخ محمد على قوة علم فضيلة الشيخ زهران طيب الله ثراه واستنباطه للأحكام وذكاءه
الندوة حظيت بحضور كبير وهذا دلالة على أن الرستاق هي منبر الثقافة والإعلام وهي تحتفي اليوم بواحد من أعلامها في العصر الحديث بحضور علماء والرستاق تكرم العلماء وتجلهم وتوقرهم أحياء وأمواتا
الندوة التي عقدت اليوم خلت من أي توصيات علمية وكان حري بالباحثين أن يوصوا المجلس البلدي بتسمية شارع أو معلم باسم الشيخ أو إجراء بحث علمي يتسم بالصدق والثبات حول حياته وأثاره العلمية بدلا من أجتهادات أعدت للندوة
وكذلك تجميع ما قدم من أوراق في كتاب ينشر
الرستاق ولادة للعلماء وكم سرني. وأسعدني حضور فضيلة الشيخ سليمان بن عبدالله اللويهي رغم وضعه الصحي وأعتقد أن هذا العالم الجليل بحاجة إلى أن يقدم للأجيال القادمة من خلال ندوة يرعاها هو ويقدم فيها علمه فهو صاحب مؤلفات في علوم مختلفة إلى أنه ما يعجبني فيه هو حضوره الذهني في المسائل الفقهية
فهو لا يكل ولا يمل من أسئلة من يقابلهم عقب كل صلاة سواء طلاب علم أو عامة الناس مبسطا لهم الاحكام حسب فهمهم وبلغة سهلة يعيها كل من حضر فضلا عن جلساته الفقهية مساء كل خميس
وهناك مؤلفين أخرين كالشيخ ناصر بن مطر المسقري وأخيه معلمي الشيخ سعيد بن مطر وكلاهما لا زالا يمدان المكتبة الرستاقية بمؤلفات في اللغة والعقيدة
اللجنة الثقافية بالنادي نجزلها جزيل الشكر على ما تقدمه من جهد اجتماعي وثقافي بإبراز علماء الرستاق وما الندوات المتلاحقة والناجحة للعلماء إلا ويقف وزراء جند مجهولون أنكروا الذات ولم يظهر إلا عملهم
الجليل .
ندوة فضيلة الشيخ زهران المسعودي تؤسس لعمل ثقافي وهو إنشاء المركز الثقافي بالرستاق والذي نطمح أن يكون منارة ثقافية يحوي مكتبة ومسرحا ومقاهي ثقافية تستنبط من البيئة العمانية ويحاكي أصالة الرستاق وعراقته ، وعظمة علماءها الاجلاء .
