2024
Adsense
مقالات صحفية

كورونا والمعجزة

بقلم : رقية بنت عديم الفورية

هل راودك شعور أن تستيقظ فتجد أنَّ الوباء انتهى ؟؟.
سأقول لك إنَّ الله وضع المعجزات لرسله لإثبات رسالاتهم ، ومع ذلك لم تشأ القدرة الإلهية إلا أن يعمل نبيه الكريم بالأسباب لكي يوصل هذا النبي رسالة ربه عزوجل إلى خلقه .. فيتعرض للاضطهاد والأذى في سبيل ذالك .
ومع كورونا نحتاج إلى معجزة ، ونحتاج أيضاً إلى الالتزام والأخذ بالأسباب حتى تبقى شمعة الحياو متقدة .
وكما يقول المثل المصري “داري على شمعتك تقيد” أي إدرأ عنها الهواء بيدك لتبقى مشتعلة .
فيجب ان تداري على شمعة حياتك بالتزامك .
وهنا أذكر قصة عن راهب متصوف ذهب في رحلة بحرية مع أحد البحارة في قارب صغير ليتأمل خلق الله ويزداد إيماناً فوق إيمانه وصادف أن اهتز القارب فسقط الراهب في النهر ، وهنا ألقى له البحارة طوق نجاة فرفض الراهب وقال : إن الله سينقذني إلى أن غرق وخرجت روحه إلى بارئها ، وحينها استيقظ من نومه وكأنه ولد من جديد وقال قولته المشهورة “لقد ولى زمن المعجزات”.
ليس هنالك عصا سحرية لإدارة الأزمة ولذالك وجب استعمال العقل ، والبحث عن الأسباب .

إننا لنجد العنكبوت على ضعف حاله لا يسعى وراء قوة خصمه فعندما يريد اصطياد ذبابة ، فإنه لا يجهد نفسه بالسعي خلفها وإنما ينسج لها نسيجاً رقيقاً في أحد زوايا الجدران فتقع الذبابة في الشبك دون عناء وبذلك يوفر وقته وجهده .

فإذا كان هذا حال الحيوان في غرائزه وتحليه بالحيلة للبلوغ إلى الهدف ، فما أحوج الإنسان ان يستخدم براعته ، وفكره للوصل الى مبتغاه بما لا يهدر الجهد والمال ، ومايحفط الأمن والأمان فهو أحقُ باستعمال العقل عن غيره من سائر الكائنات .

فيجب ان لا تنهك قواك فيما لا حاجة لك فيه في هذه الأزمة وإنما عليك أن تستثمر إمكاناتك وتعزز طاقاتك وتطور في ذاتك لتنمو وتتكيَّف مع الصعاب التي خلفتها هذه الازمة بأقل جهد ممكن .

ها نحن اليوم نرى القوى الطبيعية تستنزف و تستنفذ مدخرات الدول وهمم الشباب فلا تخلف بعدها سوى الدمار والخراب كما تخلف النار الرماد .
وقد قيل في الاثر “من لم ينفعه عقله ضَرَّه جهله“ .. فسعادة الإنسان في رجاحة عقله وحسن تدبيره .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights