الكاتب والقاص العماني / يعقوب بن محمد بن غنيم الرحبي
هناك سوألا يؤرق مضاجعنا جميعا ويدور في اذهاننا ، قد أشار إليه الكثير من العلماء (لماذا نحن متخلفون عن ركب الحضارة ) وماهي اسباب هذا التخلف وهذا الجمود الفكري ؟ هذا السوأل طرح على النقاش منذ فترة طويلة وقام الكثير من العلماء والمفكرين والمجددين بإثارته وطرحه، أمثال الدكتور محمد عمارة ومحمد عبدالرشيد رضى ومحمد عبده وجمال الدين الافغاني و ابوحامد الغزالي، وغيرهم من العلماء والمفكرين ، و قاموا هؤلاء العلماء بتدوين كتب ومجلدات كثيرة وبحوث ومحاضرات وندوات وشكلت لجان للتحقيق والبحث في هذا الشأن ، إلا أنه للأسف الشديد فشلت فشل ضريع في تشخيص هذه القضية، ولذلك من الخطاء الفضيع وصف الدواء قبل التشخيص ، فوصفة الدواء للمريض لا تجدي نفعا قبل معرفة الداء ، وإذا كان هناك من أشار إلى الداء ووصف الدواء لكنه اخفق في استئصاله من جذوره ، فبقي الداء ينتشر بين أفراد المجتمع كما تنتشر النار في الهشيم ، لذا أجد سبب تخلف أمتنا عن ركب الحضارة أختسرها في ثلاث كلمات أو جمل وهي: أمة إقرأ لا تقرأ، واذا قرأت لا تفهم واذا فهمت للأسف لا تعمل ، اذا يكمن الجواب في هذه الكلمات الثلاثة، وهذه الكلمات تقودنا الى معرفة جذور الداء كي نستيطع استئصاله ، فأسباب الداء أراها في ثلاثة جمل ايضا ، وهي أولا: فشل في المؤسسة التربوية والتعليمية ، المتمثلة في ( البيت والمدرسة)ثانيا: فشل في المؤسسة الدينية، ثالثا: فشل في المؤسسة الإعلامية ، دعونا نناقش هذا الفشل بصورة أوضح وبشفافية إذا أردنا النهوض بهذه الأمة فكريا وإقتصاديا وعلميا ، فمثلا فشل في المؤسسة التربوية والتعليمية ( البيت والمدرسة ) ماهي الآلية التى يتم من خلالها إختيار المعلم ؟ كيف يتم تأهيل المعلم تربويا وفكريا وعلميا ؟ كيف تسير منظومة التعليم أو التدريس داخل المدرسة ؟ كم عدد الطلاب داخل الفصل ؟؟ كيف تتم عملية الإشراف والمتابعة ؟ كيف تتم عملية تقييم المعلم والطالب ؟ الى أين تسير المناهج ؟ هذه أسئلة في غاية الأهمية و لا بد من الوقوف عليها، ومناقشتها ، لأنها مرتبطة بمستقبل أمة و وطن ، ثانيا : ما هو الدور الذي تلعبه الأسرة داخل البيت في تنشأت الأجيال ؟ كم عدد الاطفال داخل الأسرة الواحدة ؟ كيف تتعامل الاسرة سلوكيا مع أبنائها ؟ كيف يتعامل المجتمع مع هؤلاء الناشئة ؟ كيف يتم التحصيل العلمي والسلوكي والأخلاقي وكسب المهارات اذا كان الطالب بعد عودته من المدرسة يلعب ويمرح في الشوارع وبين المنازل ، والأب والأم في نوم عميق ؟ ضاربين عرض الحائط بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم ، كيف تستطيع الاسرة أن تحمي أبناؤها من الغزو الفكري طالما ليست هناك رقابة ومتابعة على مافي أيديهم من تقنيات أللاكترونية وأجهزه رقمية وذكية ؟ ؟ كيف يستطيع المعلم أن يتعامل مع طالب لا يحترم معلمه وغير مهذب ولا يتحلى بألأخلاق ؟ ثم في النهاية نجد فشل في التعليم اي تدنى في التحصيل العلمي والأخلاقي والسلوكي للطالب .
