الأرواح الصابرة
بقلم : أسماء بنت جمعه المخينية “الغبر”
نصافح الصباح كل يوم بالحمد والشكر على نعمة العافية سائلين الله أن يديمها ، وتناظر أعيننا غروب الشمس لنستقبل ليلاً هادئاً نعانق فيه أحلامنا علَّا وعسى خيرها يتحقق ، الحياة لا تخلو من الحزن والتفكير المشرد ولا تخلو من الحسرة والأسف وكثيراً من الناس يهبطون من مطار رحلتهم الحياتية ليصعدوا محطات أخرى قد تكون أكثر ألماً ، فيما قد تكون محطة تزخ بالطمأنينة والرفاهية لحياة جديدة سعيدة .
فهناك دموعاً في الحياة لا تمسحها المناديل فدموع الآسى الروحي والكآبة والغصة التي تخنقها تجعل مرارة طعمها تزيد من ندامة الشعور الذي يتجرعه حزيناً قد اختفى بين ضلوع الحياة المكسورة ، ففعلاً كم من الناس ابكته الظروف وأنهكته سيئات الحظوظ وتهجمت عليه ويلات الأيام ، وكم من القلوب الطيبة التي ساقتها الاقدار إلى مصير لم تكن تعرف خفاياه ولا تدري ما وارء جدارنه فتكبدت خشونة عطاياه ورداءة معشره .
طوفان الحياة وأعاصيرها وابتلاءات القدر لا تمر على فئة عمرية من الناس دون غيرها بل تمر على كل الأعمار فإن أحببتُ التوضيح فوليد اليوم قد يولد أعمى ومريض قلب ، وإبن سن المراهقة قد تلطمه الدنيا بفقد والديه فجاءة ، أما متوسط العمر فقد تتساقط دموعه بتجربة فاشلة كزواج فاشل ، وأما الذي لا تقل له اُفٍ قد يجد نفسه وقد رافقه عامل يدفع بكرسيه المتحرك متزها في دار المسنين.
تباً للآه اذا خرجت وقد مزقت صدراً وحشرجت حلقاً وبحت صوتاً وأجمرت عينا فكانت رجوما قاسية أثقلت أحوالهم ومع كل ذلك تجد ممن تجرع الحرقة وتحمل هموم الأثقال وأخبر ألمه بأن هناك أجراً غير ممنون وعطاء لا ينتهي وبشرى للصابرين فتناغم بالصبر وتحلى بالإيمان وتجمّل بالإحسان ورطب لسانه بالحمد والرضى حتى أتاه نصر الله وفرجه ، فكان ما كان من صعوبات حياة إلى بسمات حياة .
وختام مقالتي وهدفها ان لا بد لنا من الصبر لابد لنا من الرضى ولا بد أن نكون آيوبين لنمسح دموعنا فرحاً ونعانق أحزاننا صبراً ونحمد الله دائماً وأبداً .