مقال: مطار الدقم.. واجهة الخير لعمان
الوليد بن زاهر العدوي
كواجهة اقتصادية واعدة ستحقق النمو والرفاه للوطن الغالي، تقبع مدينة الدقم الاقتصادية شامخة على أهم الممرات والمحيطات في العالم كشموخ وإباء العمانيين الذين سجلوا للتاريخ والحضارة أمجاد التنقل البحري منذ العصور الأولى وعبور محيطات العالم وربط الموانئ بخيوط الحرير التي خلدت تاريخا مشرقا وحاضرا يملؤه التفاؤل والرضى – بإذن الله تعالى -.
جاءت بشرى التشغيل التجاري لمطار الدقم الجديد الذي أعلنته وزارة النقل والاتصالات مؤخرا، لتؤكد للعالم أن العمانيين لايزالون أرباب البحار وآسياد الموانئ عبر العصور ومحط أنظار الكثير منذ أن وهب الله الحياة لعمان، ولتؤكد مجددا جدية الحكومة في تعزيز الاقتصاد الوطني وإحداث تنويع اقتصادي حقيقي من خلال المشاريع العملاقة التي ظهرت على أرض الدقم والتي سيعم الخير فيها ليشمل كل مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية والبيئية.
إن إنشاء مطار بمواصفات عالمية وبأحدث التقنيات الحديثة في هذه البقة بالذات من الوطن العزيز له دلالات كبيرة وستجني عمان ثمار هذا المنجز العظيم من خلال زيادة حجم الاستثمارات في المنطقة وحركة تبادل السلع وتنقل المواطنين والسياح والمستثمرين بكل سهولة ويسر عبر أرقى الخدمات ومعايير السلامة مما سيحدث نقلة كبيرة في ازدهار المنطقة بشكل سريع، وسيعزز رؤية السلطنة نحو تعزيز التنويع الاقتصادي المنشود.
ووفقا لآخر الإحصائيات التي أظهرت ارتفاعا ملحوظا في حركة المسافرين من وإلى الدقم يتعين على الجهات المشغلة للمطار استقطاب عدد كبير من الخدمات المرافقة بعد تشغيل المطار وزيادة الرحلات بين مطارات السلطنة المختلفة وفقا لتنامي حركة المسافرين المتوقعة، كما تأتي على رأس أولويات المطار الجديد وجود شركات تأجير السيارات ومنافذ شركات الاتصالات بالسلطنة لتتكامل الخدمات المقدمة للمسافرين، ولخدمة كافة الأنشطة في المنطقة، مما سيسهم كذلك في اتاحة الفرص للشركات الصغيرة والمتوسطة من أبناء المنطقة للاستثمار في هذا المجال، وسيؤكد على تكاملية الاقتصاد وشموله.
وأذكر في ما مضى أنني شهدت اللحظات التاريخية لتدشين أول رحلة طيران لمنطقة الدقم والتي تزامنت مع فرحة البلاد بيوم النهضة المباركة الـ 23 من يوليو المجيد 2014م، وكان لها بالغ الأثر والانطباع القوي يومها أن لهذه المنطقة وضعا مختلفا وتحتاج لمزيد من الاهتمام وتجويد الخدمات، وعلى أمل أن أكون في أول رحلة تدشين للمطار الجديد – بإذن الله -.
كل التقدير والامتنان لكل من خطط ونفذ وبذل وعمل على هذا المنجز الكبير والصرح الشامخ الذي هو منبع فخر واعتزاز لنا جميعا، وستتحقق إنجازات أكبر وطموحات أعظم على أرض عمان الطيبة التي تنضح بالخيرات تحت الرؤية الثاقبة لجلالة عاهل البلاد المفدى – حفظه الله ومتعه بالصحة -.
آخر همسة:
“وهنا نود أن نؤكد مجددا أنه لكي تتحقق آمالنا وطموحاتنا، وتنجح خططنا وبرامجنا، فلا بد من التعاون بين المواطنين كافة، وفي مقدمتهم القطاع الخاص، وبين الحكومة بمختلف أجهزتها وإدارتها، على تنفيذ الخطط والبرامج المستقبلية، بروح من المسؤولية والإدراك والوعي بأن هذا التعاون ثمرته مزيد من التقدم والرقي، والنمو والازدهار”.
“قابوس بن سعيد”
aladawi78@gmail.com