2024
Adsense
مقالات صحفية

لماذا تخلفنا عن ركب الحضارة 1/4

الجزء الأول

 

الكاتب والقاص العماني / يعقوب بن محمد بن غنيم الرحبي 

هناك الكثير ممن لا يفرق  بين تعريف الحضارة والمدنية، فعلى سبيل المثال عرف إبن خلدون بأن الحضارة مباني شامخة و شوارع منظمة ومدن راقية ، إلا أن المفكر المصري الدكتور مصطفى محمود أشار بأن إبن خلدون لم يكن دقيقا في وصف الحضارة ، ما أشار إليه إبن خلدون مدنية وليست حضارة، لأن المدنية تشترى بالمال ويستطيع الأغنياء أن يشتروها،  أما الحضارة لا تشترى بالمال ، لأن الحضارة فكر وفن وإبداع وإختراع وإكتشافات علمية ، واشعاع ديني يغير مجرى التاريخ ، وهي إنفجار نووي سلمي يضىء الأرض ومن حولها ، ويغير عقول البشر وعقائدهم وسلوكهم إلى الأحسن والأفضل والأقوم ، الحضارة مناخ حرية وفكر حر خلاق يشجع ويخرج من الأفراد أحسن ما فيهم وهي ثمرة وجدان الشعوب وعقلها حينما يتوهج، وليست وليدة شراء يشترى أو مظاهر تباع هنا وهناك ، إنما  الحضارة إنبعاث أمة وميلادها ، وهي التى تخرج لنا أمثال اسحاق نيوتن ،  وانيش تاين،  وماكس بلانك، وستيفن هوكينج ،  وهي التى تلد لنا أمثال المتنبي، والبيروني، وابن الهيثم ، وابن سيناء وابن النفيس ، وتعتمد الحضارات الإنسانية المختلفة على بعضها البعض في البناء،  فكل حضارة جاءت متممة للحضارات التى سبقتها وتسهم هذه الحضارات في البناء الحضاري الإنساني للعالم بأكمله،  فالحضارات التى سبقت الإسلام كالحضارة الاغريقية واليونانية وغيرها من الحضارات القديمة تميزت بوضع أساس البناء الحضاري، ثم جاءت الحضارة الأسلامية التى ازدهرت في عصرها وعملت على ازدهار هذا البناء الحضاري، ولكن لم يطل هذا الازدهار ، حتى سقطت في الحضيض، فالواقع المريرالذي تعيشه أمتنا اليوم والتناقض الذي لا يختلف عليه إثنان  يحتاج منا إلى تحليل دقيق وإعادة النظر في كثير من الأمور المتعلقة بحياتنا كأمة .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights