بقلم – محمد بن خليفة المعولي
مما لاشك فيه أن للنقلة الكبيرة والطفرة الهائلة التي شهدها العالم في العقدين الأخيرين بدخول وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية ووسائل الاتصال وتنوعها كان لها الأثر الفاعل في حياة الإنسان والعالم من حوله بسبب ما أفرزته تلك التقنيات من تغيير جذري في حياة الشعوب حيث لم يعد العالم كما كان من قبل بعد أن أصبح كقرية واحدة، كل ذلك أدى إلى تطور الثقافات وسهولة تبادل المعلومات والمعارف وشتى العلوم المختلفة بين أفراد الشعوب.
فبعد أن كانت الكتب والصحف والمجلات هي الوسيلة لتلقي المعارف والمعلومات والتي كانت يقتصر روادها على بعض فئات أفراد المجتمع سيما رجال العلم وطلابه والمهتمين بالشأن العلمي الثقافي فقد، أضحت اليوم وسائل التواصل الاجتماعي أدوات ووسائل تعليمية وتثقيفية لشرائح كثيرة من أفراد المجتمع بما تحويه من موضوعات في شتى المجالات الثقافية والدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضة وغيرها من المجالات الأخرى.
هذه الطفره المعلوماتية التي يعيشها عالم اليوم أسهمت بشكل كبير في تنمية المعارف والقدرات العقلية والفكرية لأفراد المجتمع من خلال شغل ملكات العقل لديهم وتنمية مهاراتهم المعرفية بصورة لم يسبق لها مثيل.
إن الكم الهائل من المعلومات التي تتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل ملفت في تنشيط الحراك الثقافي الواسع بين مختلف أطياف المجتمع كما أنها مكنت الأفراد من معرفة الكثير من الحقوق التي كفلتها الدولة لهم وكذلك الواجبات المترتبة عليهم.
وإذا بحثنا هذا التغيير في مجتمعنا العماني على وجه الخصوص والعربي عموما فبعد أن ظلت هذه المجتمعات بعيدة ومحدودة الثقافات والمعارف بسبب قلة الاطلاع والبحث لدي غالبية الناس وهو ما انعكس سلبا على النضج المجتمعي لدى شعوبها في حين كانت الدول المتقدمة مهتمة بالاطلاع والفكر والبحث العلمي وهو ما أدى إلى تطورها وقدمها سياسيا واقتصاديا.
فإن هذه التقنيات أوجدت على مدى عقدين من الزمن تفاعلا ملحوظا وزيادة في المعرفة والثقافة لدى كثير من شرائح المجتمع من حيث التفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعي مما ساهم بشكل كبير في توسيع وتنوع الثقافات لديهم.
ومما لاشك فيه فإن من شأن هذا التفاعل وهذه الطفرة المعلوماتية ستخلق جيلا مثقفا واعيا من الشباب قادرا على اللحاق بركب التقدم والرقي بشرط أن يأخذ بأحسنها مستلمها في ذلك من القيم والمبادىء التي أوصى به ديننا الحنيف بحيث يوظف تلك المعلومات في خدمة مجتمعه ووطنه والإنسانية جمعاء.
