رفقا بالقوارير
بقلم : بدرية بنت حمد السيابية
خلق الله المرأة بأحسن صورة ، وكُفلت لها مكانتها الخاصة ، وذُكرت في العديد من السور القرآنية الكريمة ، ولها مواقف نبيلة نشطة ، حيث كرمها الإسلام، ورفع شأنها ، لما لها من دور مهم تتميز به، وفي الحقيقة هناك من عبر وكتب عن المرأة، سواء عن طريق كتابة مقال، أو قصيدة، أو خاطرة معبرا فيه عن هذا الكائن اللطيف، وما يشعر به إتجاها ، فهي الأم الحبيبة ، الأخت الوفية ، الزوجة المخلصة ، الابنة البارة، الجدة الحنونة، الخالة والعمة لها مكانة نفس مكانة الأم في قلوب البعض، وفي الحقيقة لو أكتب عن المرأة لن ينتهي مقالي ، حيث لا أريد الإطالة عليكم .
هناك حياة جديدة خضعت إليها المرأة ، بعد أن سلمها والدها لعصمة رجل ليصبح هو مسؤولاً عنها ، لتكمل مسيرتها مع شريك الحياة والذي كتب الله لها تكملة دينها، ومن أنجبت منه فلذات أكبادها، تحاول جاهدة لتصليح كل ثغرة من حياتها الجديدة، تاركة وراءها ذكريات جميلة، ولكن ستعود إليها لسويعات قليلة وترجع لحياتها مكملة دربها، داعية المولى التوفيق والسداد في حياتها، تركت من تعب في تربيتها، وجعلها ابنة تفتخر بتربيتها، ملكة بأخلاقها، وطيبة قلبها الحنون، وتعاملها بأسلوب يليق بها، تأخذ من أمها القلب الحنون، ومن أبيها الشهامة والكلمة السديدة.
ولكن هناك من عصفت بهن الحياة، وخيبة الأمل، ولم تكمل مسيرة حياتها الزوجية، لربما هناك أسباب كثيرة، لا أريد التطرق إليها، حتى لا يقال هناك تحيز، ولكن سأذكر بعض الأسباب والتي يعود سببها للإنفصال بين الزوجين، ومن وجهة نظري، عدم التفاهم، وتزعزع الثقة بينهم أو لربما الغيرة، وغيرها لا يعلمها إلا الله، ويحدث الطلاق في ظروف لا تسعد الطرفين ولكن نفس الوقت هو حل وسط لدى البعض، وتستمرُ الحياة معلنة عن جروح لا تشفي، وذكريات تطبع في مخيلتهم معا “الزوج والزوجة” إلى أن يأتي مسمى آخر يطبع على مسمى الأول “مطلق ومطلقة” ليبحثوا عن من يملئ فراغ قلوبهم المهجورة ، وللأسف الشديد عندما يكون هناك للزوجين أبناء، يكون الموقف صعب، ويصبحوا الأبناء هم “الضحية”.
للأسف الشديد هناك من ينظر لهذة الفئة “مطلقة” وكأنها لاسمح الله شي مرعب، أو مرض معدي، وينظر إليها نظرة الشفقة، وبعضهم ينظر لتلك المخلوقة نظرة استغلال، بكلمات يحلو لها اللسان، وكأنها فريسة سهلة المنال، لطمعهُ واستغلاله ، لذلك أحسنوا الظن دائما، المرأة لها كرامة معززة، من حقها أن تعيش بين أبناء مجتمعها دون التقليل من أهميتها وشأنها، فهي قادرة عن التحمل، على التضحية، وتربية أبناءها، مستمعة لهم، تلبي احتياجاتهم، تكون موظفة تعمل بجهد وتكسب مالا حلالا من عرق جبينها ، فهي حالها كحال الجميع، لها حقوقها، وديننا الحنيف وصى عليها، رفقاً بالقوارير أيها الناس، واعلموا بأن كل ما خُلق بهذا الكون له مدبر يعلم الغيب والشهادة.
هناك قصص كثيرة وواقعية تسرد في بعض المجالس، وكأنها حكايات ألف ليلة وليلة، يتناولها البعض ليضرب بها مثلا طيبا، وبعضهم للأسف الشديد يحب أن يتدخل في خصوصيات الغير، يحرفون ويبدلون الأسباب على أهواءهم، وما تطيب به أنفسهم،
مبدعين في سرد قصة خيالية، ليسمعها البعض متيقن حق اليقين بأن هذه القصة هي حقيقية وواقعية، وسبحان الله البعض يسمعون من طرف واحد، متجاهلا الطرف الآخر،
وكل ذلك على حساب سمعة البعض، لابد أن نتقي الله بكل حرف ننطقه وتحسب له ألف حساب، لكي لا نقع في الشبهات لاسمح الله.
رفقا بالقوارير، كما وصانا رسولنا الكريم، والدنيا ما زالت بخير بوجود أشخاص ذات فكراً نيراً، متفهماً، مثقفاً، ومجتمع واعي ينظرُ للمرأة من زاويا تليق بها، فالمرأة سواء كانت مطلقة أو عزباء أو أرملة، فهي امرأة لها مكانتها وقيمتها، واجب علينا الكلمة الطيبة تقال لها، وتكمل حياتها وتستمر في العطاء الطيب، والأمل بالله كبير، تعيش لتربي أجيالا تفتخر به الأمم والعالم أجمع سواء مع الرجل أو بدونه، ونحمدُ الله على كل حال.