مقال : ود
ثرياء الحراصيه
يتبادر إلى ذهن السامع لهذين الحرفين عند اجتماعهما ما يرادفهما من معاني متعددة منها الحب منها الوئام وهذان الحرفان مشتقان من المودة التي تسكن بهما الارواح التي ائتلفت وانصهرت في بوتقة الود التي مُلِئت رحمة قد انسجمت مع المودة التي انشق منها حرفانا الرائعان .
هل للود أنواع ؟؟ سؤال قد نعتقد بان إجابته بسيطة سهلة ولكنها عميقة متشعبة تصل بنا إلى العمق عندما تصل إليها ، فللود أنواع متعددة وهنا سآتي على ذكر بعضاً منها لآن مقامنا هذا لن يتسع لذكر جميعها وقد يغيب عن ذهني بعضها لآن ذهني قد لا يستطيع حصرها وتعدادها.
من أروع أنواع الود بل ومن أعظمها هو الود في الله لآنه أنقى أنواع الود لآن أساسهُ النية الصافية الخالصة لوجه الله سبحانه وتعالى وتتجلى من خلال المودة التي يكنها الشخص للآخرين وحبه للخير لجميع البشر دون استثناء والدعوة لهم بكل صنوف الدعوات الطيبة التي تجعلهم يعيشون في ود و وئام وراحة بال حتى ولو لم تربطه بهم روابط شخصية او معرفة قبلية أو غير ذلك من التعارف فقط ود خالص لوجه الله يثمر مودة ورحمة تشيع المحبة والوئام بين أفراد المجتمع .
وهناك الود الأفلاطوني الذي يعتبر رغم تعقيد الاسم من أبسط أنواع الود فلا شروط تحكمه وتتحكم به فهو خالٍ من أي مصالح أو أهداف مادية أو تعقيدات في الأحاسيس والمشاعر الطاهرة النبيلة لآنه ذلك الود العظيم الذي يربطنا مع أهلنا وأقاربنا وأصدقائنا.
من أسوأ أنواع الود هو الود الأناني وقد ينشأ مثل هذا النوع من أنواع الود فقط من أجل إتمام بعض المصالح الشخصية والاهتمامات الفارغة التي لا جدوى منها وفيه يعيش الشخص كذبة يطلق عليها تسمية ود وفي حقيقة الأمر هي مجرد مرحلة استثنائية يعيشها الشخص من أجل تحقيق مصلحة شخصية والطرف الآخر كذلك فلا يهمهما غير نفسيهما ومصلحتهما وبعد الانتهاء وحصول كلا الطرفين على مبتغاهما ينتهي الود بل يتلاشى كأن لم يكن يوماً.
وهنالك الود العفوي وهو الود الذي يستشعره الشخص تجاه الحياة والطبيعة بكل ما فيها من مناظر ومظاهر ومشاعر وعلاقات اجتماعية وينتج عن هذا النوع من الود كم هائل من التعاطف مع جميع البشر ولا يشترط من خلاله وجود شراكة بين رجل وإمراه وعلاقة ود تكون بينهما بل يتعدى مفهومه ليرقى ويسمو بصاحبة من منزلة التفكير الجسدي إلى مراتب الود الروحي.
وهنالك ذلك الود الرائع وهو الود غير المشروط وهو غريب في طبيعته وكثيراً ما لا يحوز على إعجاب الكثيرون بل وينكرونه والسبب هو أن الشخص وفقاً لهذا النوع من أنواع الود قد يحب شخصاً آخر دون وجود أي هدف أو غاية فهو لا يطلب من الطرف الآخر شيئاً سوى العيش بمستوى يكون من خلاله راضي كل الرضى عن نفسه وما يقدمه دون شرط أو انتظار مقابل ، بل يكون هذا الود عطاء دون مقابل فقط الراحة النفسية والروحية التي يستشعرها الشخص.ود حرفان تنوعت وتباينت أنواعه فهنالك الرائع الراقي الذي يسمو بصاحبة إلى أعلى المراتب وهنالك النوع السيء الشاذ والنادر والذي يتخذه قلة من البشر فقط فمعظم البشر يعيشون ويتعايشون بمشاعر ود متألقة تنسجم معها كل إنسانية يمتلكها البشر ، مشاعر دافقة ليس لها نهاية فهي لا تنتهي بل تتجدد بتجدد الود المقدس بين أرواح البشر .