احم نفسك من كورونا
عبدالله بن حمد الغافري
alssedq@hotmail.com
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين..
لقد اقتضت إرادة الله سبحانه وتعالى ان يبتلينا بهذا الوباء ويمتحن به البشرية جمعاء “ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون”
ولكن لله في خلقه شؤون فهو يجري عليهم مقاديره كي يردعهم عن محاذيره؛ فما وقعت عقوبة الا بذنب ولا رفعت الا بتوبه،! وقد عملت البشرية جهدها وأعملت عقلها في التصدي للجائحة بما خولت من ماديات وأفكار وقدرات.. لكن ما زالت بنات أفكارها قاصرة عن إيجاد العلاج الناجع لهذا الوباء الذي حير العلماء وأعجز الفطناء وأربك المختبرات والباحثين..
ومع تطاول الفترة الزمنية للجائحة فإنه ليس من المعقول أن تبقى كل مناحى الحياة مغلقة وجميع الأبواب مقفلة وذلك لتشابك الحاجات وتبادل المصالح والخدمات وتعطل الأرزاق وانقطاع السبل والمكتسبات؛ فأصبح فتح المكاسب لزاما وأضحى السعي إليها واجبا..
وفي هذا الصدد ومع ما اتخذته الدول من إجراءات للحد من انتشار الجائحة الا ان المسئولية الفردية أصبحت واجبة وفريضة حتمية ليحمي كل فرد نفسه وعائلته من المرض باتباعه للإرشادات وعمله بالتعليمات كي يبقى سليما معافى وفي نفس الوقت طالبا لرزقه يسعى..
إن فتح مناشط الحياة المختلفة لا يعنى أن الوباء قد تلاشى ولا يفهم من ذلك أننا نتهاون في الدفاع عن أنفسنا فالوباء لا يزال منتشرا والعدو لا يزال جاثما _ نسأل الله تعالى العافية_ وعند هذا فإن المسئولية الفردية تتعاظم والحس الاجتماعى يتزايد نحو النفس والأسرة والمجتمع.. فالكل على ثغرة من ثغور الدفاع عن النفس والأهل والوطن والكرة الأرضية بأسرها من حوله.. فالوباء تخطى كل الحدود وكسر كل القيود وغزا كل البشر دون استثناء لأحد أو جنس أو قوة.. فلله الأمر من قبل ومن بعد فنسأل الله تعالى اللطف والرحمة بنا جميعاً..
وحري بنا ونحن نستقريء واجب الدفاع عن النفس ان نعلم أن مجابهة الوباء يأخذ إطارين عظيمين..
الإطار الأول: هو الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه والتحصن بالذكر والتسبيح والدعاء والضراعة فأقدار الله تعالى تتخذ جانب الجلال تارة وجانب الجمال تارة أخرى وهذه الجائحة هي من أقدار الجلال والعظمة والجبروت؛ يبين الله سبحانه لعباده أنه عليهم قادر وأنه مطلع على افعالهم وانه يغضب لحدوده إذا انتهكت قال سبحانه (ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا) وقال جل في علاه (أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) فلذلك علينا ان نغلب الخوف من الله والتوبة النصوح والدعاء اللحوح والتضرع الخاشع لله العزيز الذي تجري عليه يديه كل المقادير..
وأما أقدار الجمال فهي التي يفيض فبها سبحانه لطفه ورحمته ونعمه على عباده مما يشعرهم بالرخاء والراحة والسعادة وهذا يرفع جانب الرجاء فيما عند الله..
وبهذا نتوجه اليه بالدعاء والاستعانة كما لو لم تكن لدينا أية أسباب مادية نأخذ بها للعلاج.
وأما الإطار الثاني لمواجهة الوباء فهو… التداوي بما تيسر والأخذ بالأسباب المادية والأخذ بكل جديد مع التيقن أن الأسباب وحدها لا تشفي الا بمشيئة الله فالعمل بالتوجيهات الصادرة عن اللجنة العليا للتعامل مع الجائحة واجب شرعي ووطني وأخلاقي للحفاظ على الصحة العامة فالتباعد الاجتماعي واستخدام اللثامات (الكمامات) وغسيل الأيدي واستخدام المطهرات وتعقيم الأماكن العامة وعدم مخالطة المشتبه بهم امر لا بد منه
فإذا اجتمعت في قلب الأنسان حصلت النتائج الأيجابية من التشافي والتعافي من هذا الداء..
اللهم إنا نعوذ بك من البرص والجذام والجنون ومن سيء الأسقام اللهم اصرف عنا الوباء واكشف عنا البلاء ولا تهلكنا بالداء اللهم افتح لنا بيوتك وأعد علينا حياتنا الطبيعية واجعل لنا أرضك ذلولا نمشي فيها باطمئنان وسكينة وأمان اللهم باسمك الأعظم احفظنا واحفظ وطننا عمان المباركة وشعبها الكريم وجميع بلاد المسلمين والعالم أجمع.. آمين.