طاقة إيجابية
بقلم : بدرية بنت حمد السيابية
تتبلور الحكايات عبر تسلسل جميل عاشهُ الإنسان منذ نعومة أظفاره، واقعاً ملموساً ، تعلو صرخته الأولى بين أحضان أمه ونظرتهِ البريئة إليها بحبٍ وحنان، حبٌ خالصٌ لا يعرفُ الغدر، صافٍ كماءٍ عَذبٍ لذةً للشاربين، تضحيّ بأغلى ما تملك، لتسعدَ مَن حولها، إنه حبٌ حقيقيٌ بلا قناع، بلا قيود ولا مقدمات.
دائماً وأبداً نحمدُ اللهَ على النعم الكثيرة التي تحلق بنا عالياً، وتصعد بنا سلم النجاح، ونخطو خطوةً خطوة، بوجود أشخاص نحتمي بهم، ونسعد كثيراً بلمسة أيديهم، لتمدنا بقوة العطاء وطاقة الكلمة الطيبة، هم الأقرب لنا بعد رب العباد .
يمر الإنسان بمواقف صعبة تحده من الاستمرار ، في تقديم الأفضل والإحسن، ويسرح بفكرهِ بعيداً، لا يحقق حلماً أراده بشدة، أصبح بعد عمق تفكير صعب المنال.
في بعض الأحيان تحدث لك مواقف ليست في الحسبان، تحسبها شراً لك، ولكن لو تعلم كيف أن الله مدبر كل شيء بلطفه، لبكيتَ فرحاً، لذلك يجب عليك أن تحسن الظن بالله العلي القدير، والشكرُ لله واجب، واعلم أن بيده ملكوتُ السماواتِ والأرض وما بينهما وعندهُ علم الساعةِ وإليهِ تُرجعون، هناك الكثير من المواقف حدثت وما زالت تحدث، وتترسخ ذكراها مهما مر عليها من الدهر، وأحيانا نتحدث عنها في مجالسنا، وتعود لنا الذكريات، إما ابتسامة أو دمعة تسيل على الخد .
تجد هناك البعض من يملك كل شيء، من مال، وجاه، يعيشون في أفخم الأماكن وأحسنها ، ولكن سبحان الله ما زال هناك بعضهم يفتقدون الطمأنينة، والراحة، والبسمة، وكذلك الحوار مع أقرب الناس لهم ، وشوقها للجلوس مع أنفسهم، يبحثون عنها في كومة أعذار وأشغال ولا يجدوها.
دائما امنحوا أنفسكم فرصةً لتعيشوا واقع مليءً بالعطاء، ارسموا البسمة لتسعد قلوبكم، انشروا رذاذ الكلمة الطيبة كصدقة مطهرةً للنفس، وتأكد كلما أعطيت كلما زادت سعادتك.
ازرع الكلمةَ الطيبة في لسانك، حافظ على ألفاظك، فكلنا مجرد ضيوف على هذه الدنيا، أبحر واستكشف عالمك الجميل داخلك، في الحقيقة هناك البعض عند ملاقاتهم ، تسعد النفس، ويطيب اللقاء .
لا تجعل التكبرَ والغرور من صفاتك،
اجعل روحك كنسمةٍ خفيفةٍ تمرُ على الآخرين، وتبقى ذكراك بعد رحيلك، تتطاير بشذا عبيرها، وانظر بإيجابية وتوكل على رب العالمين.
أبحث عن سعادتك، بين نبضات تسري بين حنايا قلبك، لا تنتظر من يجلبها إليك، اسعَ دائما في محبة نفسك وأعطِ فرصةً لمن حولك ليبادلك شعورا، تبحث عنه منذ فترة، استمع للآخرين دون مقاطعتهم، اجعل لنفسك ميزةً تميزك بأسلوبك الرائع، ازرع المحبة في قلوب أقرب الناس إليك، لا تحتقر أحدا ولا تسئ الظن بأحد “أن بعض الظن إثم”، وتأكد بأن الله كاتب لك نصيبك،
لو تملك من السلطة مهما كانت قوتها، فأنت ضعيف أمام ربك.