حياتك مقسمة بينهما فأحسن علاقتك بهما
بقلم : سالم بن سيف الصولي
إذا كانت أمك قدمتك للعالم فأبوك أيضا هو الذي قدم العالم لك بين يديك، وإذا الأم تمنحك السعادة والحياة فالأب يعلمك كيف تعيش في هذه الحياة سعيدا دون نكد أو كدر، وإذا الأم تحملك أيها الطفل في بطنها تسعة أشهر فالأب يحملك أنت وأمك وإخوتك العمر كله، وإذا الأم تتأكد أنك لست جائعا فالأب يعلمك ألا تجوع ولا تعرى، وإذا الأم تحملك على صدرها عدة أشهر وأنت طفل بعد وجودك في الأرض فالأب يحملك سنوات عمره على ظهره، وإذا الأم تحملت عنك المسؤولية، فالأب يزرع فيك المسؤولية وكيف تتعامل مع المسؤولية، وإذا الأم تحميك من السقوط فالأب يعلمك كيف تقوم بعد السقوط، رإذا الأم تحبك منذ ولادتك فالأب لن تشعر بحبة ابدا وأنت صغيراً إلا إذا كبرت وتزوجت وأنجبت الأبناء فذلك الوقت تعرف حب أبيك لك هنا تعلم أيها الطفل كيف كان أبوك يحبك ويعطف عليك ويخاف عليك في حياتة .
الأم منبع الحنان ومنبع الاطمئنان ولكن الأب منبع الأخلاق بل هو نهر ومنبع الاستقرار فالأب تلك الشمعة التي احترقت العمر كله من أجلك لكي يوفر لك السعادة ولإخوتك فالأب الذي تغرب وابتعد عنك وعن أهله وأحبابه وأصدقائه وأهل بلدته، وآنس نفسه ليؤمن لك السرور.
الأب يا سادة الذي تحمل الديون ومرارتها هي هما بالليل وغما بالنهار ما شكي لك ضعف حياته يوم من الأيام أنه مديون بل دائما يظهر لك السعادة على وجهة حتى لا تشعر بأنك أقل من غيرك من أبناء الحي، وأبوك هو سندك في الملمات خاصة أيتها البنات أبوك هو الجدار الحصين الذي تستند إليه في حياتك وهو المركب الآمن للمهمات لذلك يا سادة اليتيم في البشر ليس الذي يفقد أمة بل اليتيم في البشر الذي يفقد أباه ثم بعد ذلك يتيم أمه.
فالأب والأم نعمتان مغبون فيهما كثير من البشر لا تعرف قيمتها إلا إذا فقتهما.. اللهمّ اغفر لأبنائنا وأمهاتنا وأرحمهما كما ربياني صغيرا.