آيات الأمل
خلفان بن ناصر بن سعيد الرواحي
وقفتُ
مع نفسي مرَّهْ..
في أعلى سفحٍ بالجبلِ،
في بلدي الأجمل
لكي أنظر فيها أتأملْ..
أتأملُ ،
واحاتِ السهلِ الأخضر ْ
وهامات الجبلِ البني
الأسمر ْ
وأحضانَ الطبيعةِ أرسمها
ففي قلبي مشهدها يختال
من سحرِ المنظر ولهان
لأعيشُ أجملَ لحظاتِ العمرِ ..
أُتخاطبُ مع نفسي
كي أُحييها
بآياتِ الأملِ المُعتاد..
أيقنتُ حيناً
أني منفردٌ
لا أحدٌ جنبي يسمعُ صوتي..
وهناكَ في الأفقِ الأعلى أملٌ
وكأنَّ الأيامَ لبلدي تعود
لتشهد ولادتها الأولى
بعد دهورٍ وعقود
لتحيا عمراً وتجود..
فهذا بلدي
حضني .. روحي
فكيف يعود..!
أفناها
الزمنِ الغابرْ ..
ودُفِنَتْ معها واحات
وبساطِ الأخضرِ ونخيلْ..
وأصنافِ الأشجار بأسرارِ الأذواق الأجمل
وكذا معها،
حقولِ القمحِ الذهبي..
وأصنافَ حبوبٍ وشعير..
وفاكهةَ صيفٍ وشتاء..
وورودٍ بمختلفِ الألوانِ
وصفصافَ وياسَ
ونرجس..
وبقيتُ هناك
لوحدي ..
في سفحِ الجبلِ الصامد..
أستذكرُ الماضي
أتألمْ..
ومررتُ بين الأغصانِ
أطيرُ فيها بخيالي،
لأعيدُ شريط كتابي..
غرَّدْتُ بأحلاها وأغلاها
أتنفسُ عبقَ الماضي..
وأستنشقُ أملي بسناها..
وبريقَ شعاعَ الشمسِ أمامي،
منعكسٌ بالماءِ خيالي..
لأصافحُ خلجاتِ الذكرى،
مع أوراقِ
الشجرِ الأخضرْ..
أتفاعلُ حيناً مع
ألوانِ فراشاتِ الأشجانِ
وكأني
أَعيشُ لحظاتِ الميلادْ..
ووقفتُ لوحدي أُعيدُ الكَرَّهْ..
أسأل نفسي:
عما كان ؟!
وما سوف يكون ..
وسمعتُ
همساً يسري
بين جبالٍ وعيون..
يخاطبُ روحي
ومعها تسمع بلدي
ويقولُ:
أين من
كانَ يرشُّ تُرابكِ من عرقٍ؟
أين من
حرثَ الأرضَ ليزرع؟
أين من
شقَّ سواقي الأفلاجَ؟
بجبالٍ ..
بتلالٍ ..
وسهولَ..ووديانْ
ومن مهدَّ
تلكَ الأرضَ جنائن؟!
بسنابلِ كالذهبِ الخالص..
أين من
كان ينثرُ بذراً بِكراً ؟
بأناملَ سواعدَ فجراً ..
يستيقظُ قبل العصفور..
لتتناغم معها
روحُ الصبرِ
وتعودُ عطايا هذا البلدِ..
فردت روحي بلسانِ ضميري
وقالت:
يا بلدي الصامدِ هذا..
لا أملكُ إلا الصبرَ
لعلَّ الدهرَ سوف يعود..
لألقى صحبي ورفاقي
بين أسوارِ البلد
بين بساتينِ الأملِ
نعملُ ..نحصدْ
نطيرُ ..نُحلِّقْ
في سَماءِ الكون الأجمل
كالطيرِ يغدو للقياها..
عندَ شروقِ الشمسِ
عند ضحاها…
وبمساءِ الشوقِ
نحكي رحلةَ يومٍ أجمل
وسوفَ نجعلُ
فنجان القهوة يدورْ
يفتح نافذةَ الآمالِ لأقصاها
لنرى آيات الأمل ..
لنعيشُ … ونسعد
ونُعلي بالصوتِ أفواهاً
عاشت بلدي ..وعاش ثراها
كأنما لَم
يُخْلَقْ بالكونِ أحدٌ أسماها…