ماذا. بعد كورونا؟
هلال بن حميد بن سيف المقبالي
ماذا بعد كورونا (كوفيد 19) ؟ سؤال يختلج صدور الجميع، صغاراً و كباراً ، و هل سيؤثر كورونا (كوفيد 19) ، في سلوكيات حياتنا اليومية السابقة؟ ما قبل كورونا..
سؤالاً قد يكون غريباً نوعاً ما، ولكن هذه هي الحلقة الأصعب في اعتقادي.
لقد مرت علينا سنوات عشناها، كما هي عشناها بسلبياتها الكثيرة وإيجابياتها الباهرة ، و لكن !، و للأسف الشديد لم تكن حياتنا بذات الاحتراز ، الذي نلحظه اليوم ، من استمرارية غسل الأيدي والتعقيم، عند كل خروج وعودة، وعند ملامسة الأشياء.. وعلى فترات متقاربة ، والاهتمام الكبير بتعقيم مرافق المنزل، وتعقيم أبواب السيارت ، والمكاتب، كل ذلك لم نقم به في السابق إلا القلة القليلة منا ، رغم وجود، و ظهور عدة أمراض تنفسية معدية، حتى أن المريض بهذه الأمراض لا يلتزم يوما واحدا، رغم ظهور أعراض المرض و معرفته بأنه ربما سينقل العدوى للآخرين ، يمارس حياته وكأَن شيئا لم يكن، و ينقل عدوى مرضه لعشرات الأشخاص ، وهم سينقلوه بدورهم لآخرين، و من جانب آخر معظم محلات الحلاقة الرجالية ، وصالونات التجميل النسائية نقلت بعض الأمراض الجلدية، وأمراض الالتهاب الكبدي بين مرتاديها، لافتقادها التدابير الوقائية، وأهمالها طرق الوقاية و سلامة الزبون ، ناهيك عن طوابير الدفع في المحلات التجارية رية و مكاتب تسديد فواتير الخدمات، كل ذلك ونحن لا نولي اي اهتمام رغم اللوائح و التحذيرات والتنبيهات. و التعليمات الموجودة في أغلب المحلات،. والتى نراها أيضاً و بصفة مستمرة على جدران المؤسسات الصحية ، قد يختلف معي الآخرين ، ويقولون هناك فرق بين الأمراض الفيروسية الأخرى وفيروس كورونا (كوفيد 19).
أقول نعم بالفعل هناك فرق ربما في شدة الأعراض، ولكن العدوى هي العدوى للأمراض التنفسية، وانتشار العدوى تأتي من قلة الألتزام وأخذ التدابير والاحترازات الوقائية، و يبقى الضخ الإعلامي العالمي لفيروس كورونا(كوفيد 19)، هو الاختلاف الفعلي، والذي ولد الذعر والخوف لدى الجميع، فالتزم من التزم، واستهتر من استهان بالفيروس، ولولا هذا الضخ الإعلامي لزادت حدت انتشار الفيروس، ولكن الالتزام والإجراءات الوقائية ، والتي كنا لا نولي لها اهتماماً، هي من قللت من زخم انتشار الفيروس.
قد يكون فيروس كورونا (كوفيد 19)، أوجد لنا سلبيات وقد تملكنا الضيق والتشاؤم، لتواجده بيننا ، و أسباب الضيق والتشاؤم، عديدة فقد غير هذا الفيروس الكثير من الأمور الحياتية، والعادات، والجميع على دراية بهذه الأمور ، و لكن تعايشنا بدونها، واستمرينا بالتزامنا، والبعض حمد بعض العادات وتمنى أن لا تعود، من وجهة و رؤيته الخاصة، ولكن في المقابل ظهرت عدة إيجابيات أفادت المحتمع قبل المواطن، زاد الوعي والأدراك بأهمية النظافة الشخصية والمنزلية، والالتزام بالجانب الوقائي والاحترازي ، زاد الترابط الأسري و تقوية العلاقة، انضبطنا بالصلوات والعبادات جماعة في المنزل ، تعلمنا سياسة التسوق، والأهم من ذلك ابتعدنا عن الوجبات السريعة وأكلات المطاعم المضرة، فالاغلبية العظمى كانوا يرتادون هذه الأماكن، والتي قد تكون سبباً لعدة أمراض، فأصبح أكلهم في المنزل صحيحاً ، متوازناً، وطازجاً ، وعلى ضوء ذلك الكل لاحظ قلة نسبة المرضى والمراجعين للمراكز الصحية ، والمستشفيات الحكومية والعيادات الخاصة، فكانت قبل كورونا (كوفيد 19) تمتليء بالمراجعين، كما قل التزاحم في المرافق الخدمية، ومكاتب دفع الفواتير، وغيرها من الأماكن المزدحمة بالناس في السابق، اعتمد الكثيرين على استحدام التطبيقات الإلكترونية رغم وجودها مسبقاً، كل هذا كان يمكن أن يكون قبل (كوفيد 19) فرب ضارة نافعة.
ماذا بعد كورونا(كوفيد 19)؟ قد نكون مستاؤون ومتشائمون مما أوجده فيروس كورونا (كوفيد 19) بيننا، وهذه حقيقة لا تغيب عن الجميع، ولا ينساها من عايشها، ولكن ربما قد تكون لهذه الأزمة دورساً لنا نستوعب منها الكثير في حياتنا القادمة، تاركين خلفنا اللامبالاة التي عشناها قبل كورونا(كوفيد 19)، فهل بعد فيروس كورونا(كوفيد 19) سنواصل على نهج الوقاية والاحتراز في حياتنا القادمة، أو سنعود إلى اللامبالاة التي عشناها كل السنوات الماضية.
وجهت سؤال لعدة أشخاص مواطنون و وافدون، هل تؤيدون استمرار هذه الأجراءات الوقائية بعد انتهاء جائحة كورونا.؟ فكانت الإجابة نعم، مع بعض التعليقات حول نوعية وطريقة الالتزام بعضعهم من أكد استمرار استخدام المعقم في جميع المحلات التجارية والمرافق الحكومية ، ومنع دخول من تظهر عليه أعراض الانفلونزا.، والبعض الاخر أكد أن تظل مساحات التباعد كما هي الآن منعاً للتزاحم، و استمرار المحلات التجارية في تعقيم عربات وسلل التسوق، والاقتصار بلبس الكمامات للمصابين بأمراض تنفسية، و في وسائل النقل، والأماكن المزدحمة فقط ، قد وعى المجتمع لضرورة الوقاية الصحية وأهميتها، و يرغب باستمراريتها، حتى بعد جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19).
وأنت عزيزي القارىء ،،، هل تؤيد استمرار الاجراءات الوقائية بعد انتهاء جائحة كورونا.؟.