غيورةً على وطني
بقلم : فاطمة بنت عبدالله بن علي الحمادية
ما أجمل الوطن الذي ينقسم جناحيه لرجل وامرأه ، وما أرقاه من فكر جسَّد هذه الحقيقة في بلد أصيل درجة أصالته من الدرجة الأولى ، الوطن الذي لا يتوانى أفراده عن حمايته ولو بدمائهم وتجده ينتفض انتفاضة المحارب ما إن يلوِّح أحداً برأسه كي يمس طرف منه ، ويتعاضد أهله في المحن والأزمات ليشد من وثاقه ، وليبقى هامةً عاليةً ورايةً خفاقةً تعلو غيوم السماء وقد تتجاوزها لأبعد من ذلك تحت مفهوم “حب الوطن” .
غيورةً على وطني .. فما أسماه من حب يختلج قلوب المواطنين لوطن تديره أعين البصيرة والحكمة ، لمستقبلٍ واعدٍ وعهد متجدد يسطِّر ملحمة جديدة ، تعزز من الملحمة الخمسينية الأصيلة التي نسجت هذا الوطن .
غيورةً على وطني ، لأنَّ ما فيه ليس بإرثٍ سهل بل قوة شقت صخور الجبال ،
غيورةً لدرجة أنني لا أستطيع أن أحتبس الكلمة في داخلي وأمنع قلمي من أن يسطِّر ما يجول بخاطري ، فكل نسمة هواء أتنفسها تجدد دورتي الدموية .
غيورةً على وطني ، فانتفض عندما ترى عيني ما لا يليق به أسوةً بمحبيه من أبناء الوطن ، غيورةً على بنات جنسي اللاتي تتسطر بصماتهن في كل شيء ، غيورةً لدرجة أنني أمتعض عندما أشاهد مواقع التواصل الإجتماعي التي تنطق فيها فئة قليلة من النساء تعد على الأصابع بما لا يليق ، غيورةً لأنهنَّ شامخات شموخ النخيل المغروس في أرض وطني والذي يثمر ثمار أمهات عظيمات ، وطبيبات ، ومهندسات ومعلمات وجنديات ، وكل من لها بصمة واضحة الملامح .
غيورةً على وطني ، وأشُد على كل يد تسعى لنبذ كل ما يخالف من سلوك سواء من الرجال أو النساء ، غيورةً على وطني لتبقى أجياله متسلحة بالدين والأخلاق ، وليبقى العماني مميَّز في كل المحافل .
حفظك الله يا وطني الغالي لتبقى
حصناً منيعاً نحتمى به ويبقى ترابك مصاناً عزيزاً نفترشه … ونهضتك متجددة وماضية نحو التقدم والرقي ، وحفظ الله سلطانك المفدى المؤتمن ليبقى ذخراً وفخراً وسنداً لهذا الوطن الطاهر ومواطنيه الأوفياء .