مقال : قنبلة تهدد الأسرة
أ.جمال بن مبارك المحفوظي
كان الزمان الماضي يعتمد أهالينا
على قوت يومهم من خلال عملهم وكفاحهم الشاق لأجل أن يحصلوا على أجر بسيط لتملأ السعادة محياهم وتستمر حياتهم في منازل ميسورة الحال ليترعرع منها الأشداء والفقها.
فحينما أشرقت شمس النهضة المباركة في ربوع الوطن وأنارة
المدن العمانية بمنجزاتها التي ظلت شاهدة بالعيان لكل من يعرف ماكانت عليه عمان ليصبح المواطنون يتسابقون لسعي في سبل الراحة ، حالهم مثل باقي الأوطان بامتلاكهم أجمل المركبات والمنازل الجميلة التي لا توجد قرية إلا وشدني الإعجاب بها وبتلك المنازل المنسجمة مع طبيعة الأصالة العمانية ولكون الطابع العماني مايميزنا عن غيرنا مثل الحياة الاجتماعية و الزيارات العائلية في المناسبات وغيرها ، ليتناغم المجتمع في بيئة يسودها التفاهم و الإحترام المتبادل بين أفراده وذلك من أساسيات المجتمع العماني ؛ إلا أن ما شد انتباهي في الاونه الاخيرة، قد لايكاد يخلوا منزل من عاملة المنزل (الخادمة) التي لها حاجتها لبعض الحالات الضرورية غير أنها أصبحت في وقتنا عادة تتفاخر بها بعض الأسر ، حيث أصبح أهل البيت لايجمع بينهم حلاوة التعاون ولاشغف العمل مما يؤثر ذلك على التماسك الأسري من خلال عدت أسباب أهمها:
•الاتكالية.
وهي أحد النقاط المهمة عندما ينعدم التعاون الذي يخلق الود والتقارب وبدونه يسود الأسرة العزلة والانطواء لدى أفراده بل ولكل شخص عمله الخاص به حيث لاتجمعهم إلا سفرة الطعام ؛ إلا أن التعاون الذي يساعد على خلق التماسك الأسري بالانتماء لهذا الكيان كما أن تربية الأبناء على الاتكالية سيؤثر على تكوين شخصيته مستقبلا حيث لايستطيع العمل مثل أقرانه لمواجهة تحديات الحياة.
كما أن وجود هذه العاملات سيؤثر على تربية الابنا ، ذلك ما لاحظته شخصيا أن الاطفال المعتمدين على عاملة المنزل ليس لديهم حركة بدنية في الأعمال المطلوبه منهم بل أنهم اتكاليون في إنجاز اعمالهم لاتفه الأعمال فكيف يواجه بهذه الشخصية سبل الحياة ، حيث يعيق حضور الخدامة في حياتهم نموهم الإدراكي و حتى النمو العاطفي، كما يشل حركتهم، مما يؤدي إلى تخلف شديد عن اكتساب مهاراتهم ، والمساعدة في عمل البيت الذي يعد مدرسة مهمة في حياة الاطفال ، حيث لايكبر الطفل معتمدا على غيره بل معتمدا على ذاته بقوة شخصيته ونباهة تفكيره بنضوج عقله.
•الخصوصية
حيث يعد المنزل الحضن الآمن لأفراد الأسرة من خلال المأكل والملبس وغيره لما له من خصوصية إلا أن وجود كائن غريب داخل المنزل لاترتاح له النفس مهما كانت ايجابياته
حيث لايستطيع الفرد أخذ حريته في الحديث والملبس مثلا
كما أن البعض رغم وجود النساء في المنزل إلا أن العاملة هي من تقوم بعمل الطعام حيث انها لاتراعي صحة وسلامة أهل المنزل كما لاتقارن بربة البيت التي ليس همها إلا صحة رعيتها مهما كانت الظروف.
كما أن وجود العمالة الوافدة في المنزل يعد قنبلة موقوته تستطيع أن تدمر ابتسامة عائلة باكملها بمجرد فقط الإفصاح باسرارهم
او تصفية حسابات الوالدين على اطفالهم ففلذات اكبادنا أمانه علينا الحرص على تربيتهم بأنفسنا.
وأختم حديثي،،،
عندما يفقد المنزل التعاون
بين أفراد الأسرة لابد أن نأتي بمن يساعدنا وأن وجود التعاون والتفاهم داخل الكيان الأسري لانحتاج أن نأتي بكائن غريب ليعيش بيننا ليترك أثره على تربية أبنائنا.