حوار الذات
الكاتبة :خديجة المعمرية
أجمل قصة أو كتاب أو رواية هي التي تجعلك تعيش كل لحظاتها لحظة بلحظة. لحظة تكون فيها أنت البطل وتارة تكون فيها شخصية ثانوية لكن وجودها يضيف للنص روعة وجمالية مختلفة. أجمل حوار قرأته في حياتي هو حواري مع ذاتي. هو أرقى وأعذب حوار مع الذات. فإنك تتحدث مع جوهر لطيف وشفاف قائدا وحاملا للجسد.
فإذا أحسنا الحوار سنفوز بالجوار. وإذا أسأنا الحوار سنخسر الجوار بكل تأكيد. لذلك يحرص الإنسان على مراجعة نفسه وأفكاره للتأمل وتصحيح مواطن الخلل وإصلاحها وتحديد مواطن الصحة وتعزيزها ودعمها. هي دعوة للتأمل وصحوة النفس الإنسانية.
لذا يعد الحوار مع الذات أحد أنواع الحوار العلمي القائم على مراجعة الأفكار وتصحيح المواقف من خلال الاعتماد التام على خلجات النفس البشرية وأحاسيسها الداخلية مما يؤدي بالنتيجة إلى رقابة الإنسان على نفسه وأفكاره من جهه أو من خلال محاورته لبني جنسة الذين يملكون المصالح المشتركة من جهه أخرى . الأمر الذي يخلق لدى الشخص النقد الذاتي أو ما يمكن أن نسميه( حوار الأنا) أو (حوار الذات) ليكون هذا الحوار هو فاتح لآفاق واسعة من الحوارات مع الطرف الآخر. من هنا نستطيع القول أنه إذا لم تكن تمتلك القدرة على محاورة نفسك فإنك لن تتمكن من محاورة الآخرين.
ويمكن لنا أن نحدد نماذج الحوار مع الذات بالأشكال التالية :
1 – المناجاة والدعاء.
2 – اللوم والمعاتبة للذات «النفس اللوامة».
3 – الحوار الداخلي «الحوار الوطني».
ويستمر الحوار مع الذات الإنسانية بشكل أبدي ولا شك أن هذا ما يميز الإنسان ، فبالحوار نستطيع أن ننعم بكثير من الاستقرار النفسي، وبمراجعة الذات والوقوف عندها بكثير من التأمل والإصغاء.