فيروس كورونا يعلمنا الكثير
يعقوب بن حميد بن علي المقبالي
وادي بني هني نزوح ولاية الرستاق
يقول اللّه تعالى في محكم كتابه العزيز ((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)) (الآية رقم ((٢١٦) سورة البقرة)) نعم نحن كبشر كعادتنا نتذمر من كل شيء وننسى أن هناك رب العالمين وهو الذي تكفل بهذا الكون وبما فيه وأنزل ما أنزل عليه من خير ورفع عن هذا الكون الكثير من البلاء والأسقامِ بيده كل شيء وهو اللطيف الخبير بعباده.
عندما نتحدث عن هذا الوباء نعلم أن هناك من البشر قدر الله تعالى فأصابه هذا المرض وقد يصل بهم أحيانا إلى الموت ولكن هناك حكمة لله في أرضه، سبحانه وتعالى هو أغنى الأغنياء وملك الملوك بيده كل شي قادرا بأمره أن لاينزل على أرض هذه البشرية أي شيء يضايقها ولكن نحن لن ندرك ما هذه الرسالة التي أراد الله بها أن تنتشر في أرضه وبين عباده في شتى بقاع الأرض.
نعم تعطلت مصالح البشر وأخذت تزداد يوم بعد يوم قفلت أبواب المساجد تباعد الناس عن بعضهم البعض قلت الحركة نزل اقتصاد العالم تربع العالم كله في آلية واحدة وهيه كيفية التخلص من هذا الوباء.
تزداد الحالات يوما بعد يوم وكذلك زادت نسبة الأموات أصبحو من نحبهم بجوار ربهم نعم ندرك أن الموت واحد ولكن الأسباب متفرقة هذا هو من توفاه الله أن يقال سبب وفاته هذا الوباء ولكن لو تمعنا في قول الله تعالى في محكم كتابه العزيز ((أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ )) رقم الآية (٧٨) ) سورة ال النساء)).
فكنا نلعب ونجري ونبيع ونشتري ونخالط أي بشر وفي وقتنا هذا نشتري بحذر ونبيع بحذر ونمشي بحذر خوفنا كله من أن يصيبنا لا سمح الله هذا الوباء ويتم نقله إلى المنزل فيصيب أهل المنزل لا قدر الله حيث من العادة البشرية المخالطة مع الجميع سواء بالمنزل أو خارجه.
تركنا عاداتنا وتقاليدنا بعد ما كنا نصلي في مسجد واحد نجلس في المجالس بأعداد هائلة نداوم في مكتب واحد وبعدد يفوق التوقع كذلك نشتري مع كثرة الناس نقضي أيامنا كلها ولا يأتينا الوسواس من أن هذا حاملا لهذا الفيروس نغسل ملابسنا في المغاسل نحلق في محلات الحلاقة ونأكل من المطاعم والكفتيريات ونشتري من البقالات والدكاكين ومن المحلات الكبرى وغيرها وننهي أمورنا في المكاتب الحكومية والتجارية كخلية واحدة بدون أن نتحسس من أي مخالط يخالطنا في هذه الحياة.
أما اليوم نطبخ في بيوتنا وفي سكناتنا و نحلق بأنفسنا ونغسل ملابسنا لوحدنا بعيداً عن الناس الذي كنا نشتري منهم ونحلق معهم ونغسل ملابسنا معهم بمعنى أننا الآن نسأل أنفسنا و – نقول – لماذا لا نعمل بأنفسنا؟؟ ونتعلم الطبخ والحلاقة والغسيل ونؤديها بأنفسنا بدون أن نحتاج لأي شخص يقوم بهذه المهام مع أننا نعلم أننا نستنزف مبالغ من جراء هذا العمل لمن يقوم بخدمتنا في تلك المجالات.
أصبحنا ندرك أن اذا اراد الله أن يتوب على عباده فينزل عليهم أسوأ خلقه وعلى سبيل المثال هذا الوباء لم يستطيع أحد مشاهدته لا بالعين المجردة ولا بالأجهزة المتطورة التي تتسابق إليها الدول لشرائها لعلهم يستطيعوا مشاهدة هذا المخلوق الذي أنزله الله لخلقه أجمعين.
فيا عسى أن تستمر هذه الإنسانية ونعلم أن الله تعالى هو القدير على كل شيء لا يغلبه غالب ولو جمعوا ما يملكون من مال وقوة لن يستطيعوا النجاة من الله تعالى وقدرته التي عجزت أقوى قوة من الدول العظيمة في أرضه أن يدفعوا هذا البلاء عنهم ولم يتوصلوا لإنتاج أي لقاح خاص لهذا الوباء فالله على رؤوسهم وهم الصاغرون.
وعلى الإنسانية أن ترجع لرب الحكمة وأن يطيعوه ويتفقوا على كلمته ولا يغلبونه مهما ملكوا من القوة أو العقلانية وعليهم أن ينبذوا الخلاف بينهم ويجعلوا نصب أعينهم أن الله هو الواحد الأحد.
نسأل الله تعالى أن يحفظ سلطاننا المعظم وُعمان وشعبها والأمتين العربية والإسلاميةوكافة العالم وأن يكشف عنا جميعا هذا البلاء وأن يرفعه كما أنزله بقدرته العظيمة.