عن الرواية: رواية 3/6 #عماني_في_جيش_موسوليني
أحمد الحراصي
عن الرواية: رواية
#عماني_في_جيش_موسوليني
#ماجد_شيخان
3/6
أوقف الإعدام بحصانته من موسوليني وسط استغراب الأهالي كيف لشخص مثلهم أن يستطيع إيقاف هذا.. يبدو أن الجميع كان قد رسخ فكرة أن كل شخصا إيطاليا هو عدوك ولكن الإنسانية تصبح حياة لمن تمسك بها ومن ابتعد عنها قد يكون الحيوان افضل منه بكثير!.. يأخذ خلف أحد الكتب التي كانت بيد الأطرش والأبكم بخفية ليعرف ما فيها ولكن هيهات هو شخصاً لا يجيد القراءة ولكن لعله يجد هناك من يقرأها له ويرى ما احتوته هذه الكتيبات.
يتعافى يعقوب ويصبح رفيق لخلف لكن لازالت شحنته تؤلمه ضد ذلك العجوز وابنه فهو لا يريد أن يراهم حيث يراهم يخرجون فجرا ويعودون متأخرين من المعسكر لابد أن لديهم شيئا ما يخفونه عنا… لا تشغل بال خلف هذه التفاهات فما بينه وبين الآخرين أمرا لا يعنيه هو هنا قادم لأجل أن يكسب رزقه ليس إلا.
تمر الأيام حتى يأتي يوما ما وتصبح لخلف مكانة في قرية الشليم… القرية التي نوى أن يمكث فيها هو وزوجه مع ابنه وصهره.. تلك المكانة التي اكتسبها خلف بين أهل القرية جعلوا منه ممثلا لهم حينما أتى إليهم مبعوث للهدنة بينهم وبين العسكر الإيطالي بقيادة الجنرال لوثاريو والمكان قد لا يستنكر أن يكون أهلا لهذه الهدنة.. شجرة الجريمة كما أراها ويصفها ماجد حيث حبال مشنقة معلقة بين جذوعها تحكي قصة أليمة من قسوة الحياة.. يقترح خلف أن تزال هذه الحبال وها هم ينتظروا الوسيط الذي من شأنه أن يغير ما بينهم وبين العسكر المحتل.. يظهر القادم رجلاً طويلا بعكاز كان قد أهداه إياه النوخذة محمد.. أنه ارنالدو الونزو وأن كان هو فلابد أن يكون الوسيط المحتمل لفك النزاع كونه صديق الإنسانية.. يجتمع بهم في طاولة واحده ليصل الأمر إلى فك النزاع بين الجنرال لوثاريو وأهالي قرية الشليم لكن المشكلة هي أهالي الجبل حيث يتواجدون في قمة شمبريس على حد قول الجنرال لوثاريو أنهم لابد أن يكونوا على وفاق معهم كي يفك الصراع بينهم وهذا لا يتم إلا بالذهاب إليهم والتسوية معهم حيث يرسل معهم أحد رجاله مع الونزو والشاب خلف كما أنه اصبح سعيدا بالذهاب لأنه تمنى أن يذهب يوما إلى هذه القمة… ها هو الآن على بعد بضعة كيلومترات من الوصول للقمة حيث يلتقون بالرجال وأي رجال إنهم رجال الشيخ جوهر الشيخ المعارض الذي تجمع حوله هؤلاء الرجال من كل الدول العربية من عمان ومن ليبيا والجزائر والمغرب وغيرها الكثير تجمعهم وحدة الصف الإسلامي والدفاع عن مدينة الإسلام لتبقى شامخة ضد هذا العدو الغاشم.. يلتقي بهم أحدهم ليرشدهم إلى استراحة قبل اجتماعهم بالشيخ جوهر وهم معصوبي الأعين كي لا يكشفوا الأماكن التي من الممكن أن تكون نهايتهم فهم لا يعلموا لماذا هم هنا هل بدافع السلم كما يزعمون أم هي إحدى خدع العدو لكشف المكان..
يفتقد ارنالدو السيد سميث صاحبهم من صف الجنرال لوثاريو لكن لا وجود له بينهم ثم يأتي عبدالقادر… عبدالقادر هو الشخص الذي التقى بهم أولا واصطحبهم ها هنا لأخذ قسطا من الراحة قائلا لهم جئت لاخبركم بأن الشيخ جوهر بانتظاركم في مجلسه للاجتماع.. نحن نفتقد السيد سميث وسننتظره لحين مجيئه لست هنا لانتظر أحدا جئت لأخبركم إن شئتم أن تأتوا معي وإلا فارجعوا أدراجكم من حيث أتيتم لكن السيد العجوز لا يستطيع أن يذهب كيف لا وهو يعتبر الشخص المسؤول عن هذه الرحلة بأكملها وعن كل ما فيها يعقب خلف قائلا لا بأس سيد ارنالدو سنذهب وسيلحق بنا السيد سميث فور انتهائه من حاجته يوافق ارنالدو على مضض ويذهب إلى حيث يذهب بهم عبدالقادر إلى أن قدمهم إلى فتى قائلا هذا هو الشيخ جوهر..لم يصدق الجميع ما يراه أراك تمزح معنا قلنا نريد أن نلتقي بالشيخ جوهر أقسم لك بأنه الشيخ جوهر.. الشيخ جوهر لا تبدو عليه ملامح أن يكون شيخا بحكم صغر سنه..
حسنا يا سيد ارنالدو أخبروني أنكم جئتم للاجتماع والسلام….. يدور بينهم الكلام إلى أن يصل إلى مسامع أذنيهم أن شخصا مثل الجنرال زلميرا لازال في السجن أسيرا بيدهم.
الجميع كان مستغربا كيف يمكن أن يكون زلميرا حيا.. ألم يمت في واقعة القطار الشهيرة لا لم يمت بالطبع نحن اختطفنا الجنرال ولكن لم نقتله ومن لقف هذه التهمة هو جنرالكم المزعوم السيد لوثاريو يبدو أن السيد لوثاريو كان يخدعك يا ارنالدو ومن هذا الذي أرسله معك؟ السيد سميث!! إنه جاسوس اراد ان يفك الشفرات التي باتت غامضة له.. السيد سميث تم انقاذه للتو من الغرق معترفا للسيد العجوز أنه فعلا ما هو إلا أداة تحركها قيادة الجنرال لوثاريو… يبدو أننا سنعود أدراجنا شخصا مثل الجنرال لوثاريو لا يستحق أن يكون أهلاً للثقة.
رجع الجميع إلى حيث أتى ولكن زلميرا وعدهم إن أطلقوا سراحه سيطلق سراح الأسرى من أصحابهم ويعدهم بأن يحاكم الجنرال لوثاريو محاكمة عسكرية وعزله من منصبه وفعلا وفى الجنرال زلميرا بوعده وعاد كل منهم إلى حيث ينتمي.
خلف أخبرهم أنه لن يعود إلى قرية الشليم سيتابع مسيره إلى مقديشو حيث مركز التجارة.. التجارة التي أتى من أجلها خلف وها هو يسير نحوها تاركا زوجته وابنه خلفه لكن هذا لا يعني أنه سينسى بل هو يذهب إلى حيث أراد أن يكون وإلى أن تتحقق أمنيته وأمنية زوجه التي أراد أن يحققها يوما..
لا أعتقد بأن خلف حقق ما أراد من ثروة في مقديشو.. صديقه البرتينو لتوه قد عاد أدراجه إلى إيطاليا بعدما التحق بجهاز المخابرات الإيطالية لذا فما الذي يدعوه أن يبقى هنا فعلا سيعود إلى قرية الشليم إلى حيث موطن زوجته وابنه أحمد .. يرجع ويتفاجأ بموت ارنالدو الونزو الأمر الذي جعله يستشيط غضبا حينما أخبروه بأنه يجب أن يرسل جثمانه إلى حيث موطنه روما لكن خلف أراد أن يدفن هنا بين أحبابه لكننا لسنا بأهله يا خلف وأهله أحق به وليس جيدا لنا أن نمانع هكذا أقنعه عمه النوخذة محمد…
يرجع خلف حزينا إلى بيت زوجه وابنه تلك الليلة… حيث ظل طوال هذه الفترة يتردد إلى قهوة ابو المختار لربما هي القهوة الوحيدة التي يتجمع فيها أهالي القرية يستلهمون فيها أفكارهم ويمرحوا ولو قليلا ولا بأس إن كان هناك أحد من الغرباء من هم جواسيس المخابرات الإيطالية أو البريطانية أو حتى الألمانية يأخذون من الأخبار ما قد يسمعوها وما يدريك قد يكون أحد أصدقائك يعمل مخبرا.. لا أحد هناك ممن يثق بأحد حتى من أهله.. الجواسيس متخفية في كل حجر يدخلون إليه بحثا عن المعلومة… قهوة أبو المختار كما يصفها ماجد حيث الحكواتي يقص حكايات والجميع يستمعون إليه بأذان صاغية وأفواه مفتوحة.
أصبح الأمر صعب والأوضاع تزداد سوءا دكان عمه النوخذة الذي يساعده فيه يعقوب أصبح الناس لا يشترون منه.. الكل مهتم بالحرب لم يبقى أحدا سوى العجزة والأطفال والنساء ولعلها أحد الأسباب التي جعلت من خلف يعود أدراجه إلى مقديشو حيث يلتقي بصديقه البرتينو الذي أصبح شابا لقد تغير ذلك الفتى كثيرا لابد أنه متزوج الآن.. يلحظ تلك الفتاة التي تقترب برفقته.. لحظة يا رجل إنها زميلة عمل لا أكثر.. نودا اقتربي هذا خلف الذي حدثتك عنه.