سيجارة
مالك بن ناصر الصلتي
الأمرُ أشبه بأن حريقاً قد نشب في أعمق وريد يحارب للنجاة..لم يكن لديك إلا خياراً واحدا فقط وهو أن تبكِي تبكِي كثيراً حتى تشعرُ بأن قلبك من وسطِ تلك المقلتين قد فاض وفني..
هذه المرة غُرفتي مُظلمة لا ضوء لها..لم يكن لديّ ما يغيثُ قلبي سوى آلةٍ موسيقيةٍ صغيرة لا تعمل..بتُ أسترقُ وقتي وأتأملُها كطفلٍ في الخامسةِ من عمره..ليلة شتوية مُظلمة وأنا بالداخل وكأنني أجرد.. أشعرُ بالبردِ وبالكادِ أجدُ شيئا أستر به نفسي.!!
تمضي الأيام وأنا على زاوية وفي الحقيقةِ لا أكبر… تمرُ الايامُ على مهلٍ وأنا لازلتُ بنفس العمرِ الذي أوجدني هُنا إن لم أكن أصغر.!! تورّمت عيناي وأصبتُ بنزلة برد من هُنا ..!! لا أحد سوى ظِلي بالكادِ أراه..لم أستنزف من أيامي سوى القليل “يومينِ فقط” حتى وجدتُ نفسي على الأرض..
لم أشعر سوى بنملة على ساقي..كُنتُ مُتعباً وعاجزاً عن فعلِ أي شيء.. كان لدي مفتاحُ الخزنة ولكن.!! لا أعلم أهو أم هو مُصطنع.!! كُنت أعلم بأن بالخلفِ جنة وأنني هُنا في جحيمٍ لا يرحم..لا سامح الله من فعل ذلك.. كان بإمكاني الذهاب هُناك ولكن.!! كُنت مبتور الساقين.!!
أهرولُ بروحي فقط لا أطراف لدي وأتشبثُ بروحي فقط وما الأهم من ذلك.!! كنتُ هُناكَ ميتاً على قيد الحياة وروحاً تُستنزف ببطء..كان أملي هو الحل الوحيد لذلك لم يكن لدي خيار آخر سوى الانتظار.!! دقائق الساعة تقتلني وعقاربها تُميتُني غصباً ولكن كنت أقوى من كُل الذي تراه..
كان الصيف آتٍ والحرارةُ ليست أعمق عمّا بداخلي الآن..ومهما الذي يحدث الآن لم يكن سوى في نصفِ سيجارة سأُدخنها في ليلةٍ شتويةٍ قارسة.. وسأُنهي كل هذا.!!