مسيرة من العطاء والاخلاص
سيف بن محمد المحروقي
أحيانا لا ندري هل ستُسعفنا المشاعر والكلمات لنرد جميل المخلصين في عبارات لا تُجزي مآثرهم، فمثل قامة الأستاذ الفاضل خليفة بن سيف اليعقوبي مدير عام الخدمات الصحية بمحافظة الوسطى صاحب عطاء لا ينبض تعجز العبارات والكلمات في وصف مسيرته المهنية المعطرة بصور الإخلاص والتفاني والكفاح نظرا لخبرته المخضرمة في وزارة الصحة لمدة ٤٢ عاما دون كللّ ولا ملل وكان شعلة من الهمة والنشاط.
فمنذ أن بدأ مسيرته المهنية في عام ١٩٧٩م بوظيفة كاتب بطاقات صحية وحتى تدرج في السلم الوظيفي من مشرف إداري ورئيس قسم ثم مدير دائرة الشؤون المالية بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة الظاهره إلى أن صدر قرار ندبه لشغل وظيفة مدير عام الخدمات الصحية الصحية بمحافظة الوسطى في عام ٢٠١٥م شاهدة على عمل جبار بذله في سبيل تطوير الخدمات الصحية على مستوى وزارة الصحة ولا شك ارتقائه وقيادته للخدمات الصحية في الوسطى كان له أثر ملموس وملحوظ خلال ٥ أعوام عند الكبير والصغير من مواطنين وموظفين برغم من شح الموارد والكوادر.
قهر الصعاب وخاض التحديات قاطعا المسافات بكل همة ونشاط ، فمحافظة الوسطى ليست ككل المحافظات نظرا لطبيعتها الجغرافية من مساحة شاسعة وتباعد جغرافي بين ولاياتها الأربع وتجمعاتها السكانية، فقد أحسن التدبير بفكر منير وتخطيط سليم وقام بتوسعة المنشآت الصحية وأرفدها بالخدمات والمعدات الطبية، وسعى في إنشاء مركز لغسيل الكلى وبنك للدم بمستشفى هيماء كأول الخدمات من نوعها على مستوى المحافظة، كما قام بإنشاء مؤسسات صحية في قريتي وادي السيل ومديرة التابعة لولاية محوت عبر المساهامات المجتمعية والتعاون مع وزارة الإسكان ، وكذلك قام بزيادة السعة الاستعابية للمباني والأقسام والأسِرة بالمؤسسات الصحية في ولايات الدقم ومحوت والجازر ورفدها بالأجهزة والمعدات الطبية الحديثة والمتتطورة، بالإضافة إلى ذلك افتتح مركز فحص اللياقة الطبية بولاية الدقم بيكون ثاني مركز بالمحافظة لمواكبة متطلبات النمو العمراني والاستثمارات الهائلة بالمنطقة الاقتصادية بالدقم.
ومما يحسب له من أعمال خالدة معالجته لتحدي توزيع الموارد البشرية فقد كانت المؤسسات الصحية تعاني من شح في الكوارد الإدارية والطبية وسوء إدارتها وبعضها تعاني من الفائض والترهل ، فقام بإعادة تدوير الموارد البشرية بما هو متاح من الموارد معتمدا على الاحصاءات والبيانات مقارنة بعدد زيارات المرضى للمؤسسات الصحية. كما قام بأدوار قيادية وإدارية ساهمت في تقويم سلوك الموظفين وتنويرهم بالحقوق والواجبات الوظيفية عن طريق المحاضرات الإرشادية والاجتماعات الدورية فكانت من أنجع الأدوات في اتخاذ القرارات ومعالجة المشكلات لا سيما مشكلة سائقي المركبات.
ولعل ما يميز الأستاذ خليفة أخلاقه وصفاته الحميدة ، فقد كان أبا ناصحا ، وصديقا عزيزا للجميع ، بابه مفتوح لكل طارق سواء كان المدير أو الحارس ..لا يكّل ولا يمّل يرد على الجميع وينام مرتاح الضمير ، كرس حياتك لقضاء حوائجهم بالرفق واللين فعدل وما ظلم، وكسبت محبة الناس بأخلاقه الحسنة ولهجت ألسُنهم بالشكر والامتنان عرفانا بما قدمه من خدمات، شاهدين له بأداء الأمانة بكل اقتدار ، وكان لها القوي الأمين .
اليوم تودعك محافظة الوسطى وقلوب مخلصيها تصدح بأبيات الشاعر سالم بن غسان الخروصي (اللواح):
هذا الفراق وهكذا التوديع.. مما يقد به حشا وضلوع
نجد اللهيب على متون خدودنا.. عند الوداع وهن سلن دموع
شملٌ تصدع عند باكرة النوى ..لولا النوى ما كان فيه صدوع
شيم الليالي هكذا بصروفها ..يبلى الجديد ويفرق المجموع
نودعك ومآثرك مدونة بحبر الرمال في صحيفة الصحاري والشِطآن. نودعك بسيل من الشكر والامتنان داعين الله العلي المنان بأن يحفظك ويمنّ عليك بموفور الصحة والأمان .