*تأملات من حياتنا المعاصرة*
خلفان بن ناصر بن سعيد الرواحي
خلق الله عباده لعمارة الأرض والإخلاص في العبادة ، وتكفل ببسط الرزق والسعة لمن شكره وأخلص الشكر والطاعة له سبحانه ، وتوعد من كفر به بالعذاب والهلاك ولو بعد حين؛ فمهما كان لدى الإنسان من مكانة ، ومهما أمتلك من سلطة فإنَّ الاستدراج له متربص ولو بعد حين ؛ فإنَّ الله يمهل ولا يهمل وقوله الحق .
أنظر لمن حولك فستجد الغني والفقير ، والضعيف والقوي ، والشاكر والجاحد ؛ وتوسع في الدائرة وأفتح فكرك وتأملك للأحداث الجارية فستجد أن هذا الكون هو في صراع دائم بين الخير والشر منذ بداية الخلق ممتد منذ قرون عديدة لا تنتهي فهي بداية شرارة أنطلقت بين أبناء سيدنا آدم ، وتوغلت في النفس البشرية وتوسعت دائرتها لتعم الكثير من الأمور الدنيوية ؛ وكلها تصب في مجرى الكراهية والتباغض؛ أغلبها في أمور المادة وليس من أجل شي إلا من أجل أثبات العظمة والجبروت …
توسعت أشكالها من فردية إلى جماعية ؛ وإلى سياسية خبيثة تقودها بعض العقول الخبيثة لأفساد الأمم ؛ واختلطت بين المصالح الفردية والمصالح والسياسات التي تحاك بين الدين والدنيا وغلبت عليها صبغة الكراهية من أجل التنافس للتربع على سيادة العالم باسم الحريات وحقوق الانسان وهي في حقيقتها ؛ أهداف دنيوية بحته ولا تمت بالأخلاق ولا بالدِّين بأي صلة وحتى إن ظهرت من دول تسمي نفسها إسلامية وتنادي باسمها بأنها تدافع عن الدين والحفاظ عليه .
من هنا يجب الانتباه إلى محيط اسرتك ومجتمعك وكيانك الداخلي في بلدك ؛ والمحافظة على تماسك الصف وتوحيد الكلمة والتصدي لكل متربص يريد زرع الفتنه ؛ ولنتمسك بمبادىء الدين ونشكر الله على نعماءه لتدوم علينا نعمة الاستقرار و يجنبنا الله كيد الحاقدين .