حواء.. أتدرين أنّكِ نبعُ الحياة
خلفان بن ناصر بن سعيد الرواحي
أتدريـنَ حواء
أنّكِ بشرى لنـا
وأنّكِ خيرٌ يفيـضُ الهنـاء
وأنتِ الحياةَ
وسرَّ الوجود
حواء ..
أتدريـنَ أنـكِ نبعٌ رقيقٌ
يفيضُ حناناً
يجوبُ الزمانَ ويروي الدُّنا
وأنَّ جمالكِ فيضٌ كريم
لآدمَ نبعاً نهراً جرى
يسدُّ النواقص مسترشدا
يطير بحبكِ نحو العُلا
أتدريـن أنـّك أمُّ البرايا
وبنتُ الأصيلُ و أختُ السّنا وأنكِ دهراً رخاءً لنا
لآدم عوناً ..بنيتِ الرجال
تسمو بروحك لا تيأسي
حضنت الطفولة في مهدها
فكنتِ الخميلة والمسكنا
حواء ..
أتدرين أنّكِ فخراً وعزْ
علوتِ باسمكِ على المنحنى
إذا ما سئِمنا أتينا إليك
فقلبُكِ ينشرُ دفءُ الحنان
وكّفكِ يمسحُ عنا الضنا
أحواء أنت ..
يا من حجبتِ الخصالْ
فحُزتِ الجلالَ لنا مُعلنا
وحُسنكِ للطُّهـر سداً منيع صنعتِ الفتوةَ..أمَّ الرجـال
نجبت رجالاً.. سموتِ بنا
فأعليتِ مجداً فكنت الفِّدى
فسيري جلالاً
ولا تجزعي
سنخطوَ خلفكِ لا نرعوي
فيكفي حياتك من تضحيات
سَتَسْعِدُ روحكِ بالمكرمات
فإذا ما رضيتِ
سترضى الحياة
وتضحكُ معنا لو تضحكيـن
سنحصد سرّك لو تعلمين
لأجلكِ غنّى وطـارَ القصيد
يرفرفُ نحوك حتـى دَنـا
تهـاجرُ فداكِ كلُّ الحروف
وتهـوي إليك كـرامُ الفعال
تحومُ عليكِ .. وتأوي إليكِ وتهوى إليك هُنـا موطنـا
حواء مدي يداك لنا
تعـاليْ لِنبنيَ بيتَ الحياة
نصفين : منكِ .. ومنّي أنـا
تعالي لنبني هنا مجدنا
بخير المعاني والمكرمات
تعاليْ لنشكر ربِّ الوجـود
ليغمُـرَ بالديـن أعمارَنـا
لأنكِ أنتِ .. لأنـي أنـا
تسيـرُ الحيـاةُ رُخـاءً بِنـا
لنبقى معاً وثاقاً وعهد
حواء.. مهلاً
هيا اسمعي
أدرين أنكِّ نبعُ الحياة
ومِثْلُكِ زادٌ لداءِ القلوب
لأنّكِ أنت.. لأني أنا
نسير معاً بنفس الطريق
نجدد عهداً لا نفترق
نكون معاً روحاً جسد
نرسمُ خطاً بلوغ السما
لأنّكِ أنتِ.. لأني أنا