2024
Adsense
مقالات صحفية

“لمَ لم يكن هناك عيد؟؟!!”

بقلم : سعيد بن أحمد القلهاتي

من خلال الوضع الذي يعايشه الجميع في الوقت الراهن من تباعد اجتماعي وجسدي وذلك تنفيذاً لقرارات اللجنة العليا المكلفة بدراسة تداعيات فايروس كورونا (كوفيد19) – وأخذاً بالأسباب الهادفة إلى عدم انتشار هذا الوباء .. فقد يتبادر إلى أذهان غالبية الناس بأنه ليس هناك عيداً هذا العام ، والسؤآل الذي يطرح نفسه لمَ هذا الإحباط لماذا هذا التشاؤم ولمَ هذا التداعي إلى الركون والكسل لمَ لم يكن هناك عيداً ؟؟!!! – عيد الفطر المبارك هو عيد كسائر الأعياد الدينية في بلاد المسلمين وهو شعيرة من شعائر الله عز وجل وسميَ بالجائزة إذ جعله الله تبارك وتعالى هدية لعباده في يوم فطرهم بعد صيام شهر رمضان المبارك ، وليس هناك من أمر يدعو إلى التخلي عن هذه الشعيرة العظيمة وليس هناك من سبب يؤدي إلى عدم تعظيم شعائر الله – حيث يقول الحق تبارك وتعالى “ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب” (سورة الحج الآية32) ، فالعيد شعيرة من شعائر الله عز وجل ويجب تعظيمها وإحياءها وإدراك مقاصدها واستشعار معانيها ، أي نعم لا للخروج لصلاة العيد ولا للتجمعات ولا لمزاولة عادات العيد المتبعة سابقاً ، فهذا هو الواجب المقدس والذي يحتم علينا من خلاله أن نطيع الأوامر والقرارات التي تصدر عن اللجنة العليا المكلفة …. ، فالله جلَّ في علاه – يقول في محكم التنزيل “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم” (سورة النساء الآية59) ومن الواجب الكبير علينا أيضاً أن ننئى بأنفسنا عن مايؤدي إلى إيذائنا وإيذاء الآخرين ذلك ماتسببه هذه التجمعات وممارسة هذه العادات من إلحاق الضرر بنا وبمن نخالطهم من انتشار عدوى هذا الوباء المستجد ، ولكن في الوقت نفسه مطالبين بأن نحيي سنن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والتي منها سنة صلاة العيد وما يلزمنا فيها من الاغتسال والتطيُّب والتزيُّن في صبيحة هذا اليوم المبارك ونتناول شيءً من التمرات إحياءً وتأسياً بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم نؤدي صلاة العيد في المنزل فهي جائز تأديتها وفق فتوى مشائخنا حفظهم الله ، ثم يخطب لها إذا توفر من يقوم بهذه المهمة ولو بشيء من الاختصار ، ثم نتبادل التهاني فيما بيننا من دون مصافحة ، ومن ثم نتواصل مع أهلنا وذوينا وجيراننا من خلال مختلف وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة ، ونعد ما نستطيع إعداده من مختلف أصناف الأطعمة التي عادة ما يتم إعدادها في الأعياد ونأكل ونهنأ بالعيد بين أهلنا وأبناءنا في بيتنا .

إنَّ فرحة العيد في شتى صورها ومختلف معانيها هي قائمة طالما أحل علينا العيد وهي لا تتم إلا بالتواجد مع الأسرة ، هذه هي مظاهر العيد ، نعم صحيح افتقدنا أمور كثيرة في العيد وهي الخروج للصلاة إلى المصلى أو الجامع في جماعة وتبادل التهاني بالمصافحة وتأدية الفنون التقليدية وممارسة العادات المتبعة كتناول القهوة والوجبات الأخرى في مجالس الأحياء ،، ولكن هذا هو الوضع “وقدر الله وما شاء فعل” ، إذ أنَّ هذا الأمر لاحول لنا فيه ولاقوة .. وإن شاء الله هي فترة وجيزة وستنقضي على خير وستعود الحياة إلى طبيعتها بإذن الله تعالى .

فلمَ لم يكن هناك عيد ؟؟؟!!!!

ستحتفل الأمة الإسلامية بالعيد إن شاء الله وفق ماهي عليه الآن من اتخاذ كافة السبل والتدابير المؤدية إلى عدم انتشار هذا الوباء .

أدعو الله عز وجل أن يكشف هذه الغمة عن الأمة وأن يذهب هذا الوباء ويرفع عن عباده هذا البلاء إنه ولي ذلك والقادر عليه .. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وكل عام والجميع بخير .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights