بقلم : بدرية بنت حمد السيابية
أيام قليلة ونودع ضيف من ضيوف الرحمن نودعه بسلامة ، وعسى ربنا يكتب لنا فيه ما هو خيرا لنا وأن يعتق رقابنا من النار بإذنه الواحد القهار. سيرحل شهر رمضان الفضيل وقلوبنا تحزن لا نعلم هل سنكون من مستقبليه السنة القادمة أم سترحل أرواحنا دون لقاء يجمعنا بشهر الرحمة والغفران وأدعو الله لي ولكم قبول صالح الأعمال .
سبحانك ربي ما أعظمك أنت القادر على كل شي لم تخلق هذا الكون بمحض الصدفة وليس من فراغ وما نحن عليه هو تدبير من الخالق لذلك لابد من الإنسان بأن يحمد الله حمدا كثيرا تطيب به الحياة والنفس، وأن يتدبر ويتأمل الإنسان في كل من حوله فهي نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى والتوكل على الله ولا نجعل في قلوبنا ذرة شك في خالقنا ونتوكل عليه في كل الأحوال والثقة بالله .
نمر بأيام عصيبة من خلال جائحة كورونا المسبب في تشتت الأفكار والخوف منه ودخول الوساوس في قلوبنا ولكن هذا لا يعني أنك تجلس تنتظر ما هو قادم إليك دون اللجوء لرب العالمين سواء بالدعاء والاستغفار وليكن اختبارا ويكتب الله لنا الفوز والنجاح والصبر الجميل، ولربما البعض أعاد سيناريو حياته ورتب أولويات حياته وقارن كيف كانت وكيف أصبحت
فهناك من أحس بأهمية الوقت ، وهناك من أحس بقيمة من يعيشون معه بالجلوس والاستماع لهم عن قرب ، فكل ذلك هو ابتلاء من الله لنعلم جميعا ونصحى على ما نحن عليه .
شهر رمضان أخذ حيزا كبيرا في أنفسنا وتساؤلات كثيرة وأهمها عدم الصلاة في المساجد وتجمعات العائلة الصغيرة مع العائلة الكبيرة تأجيل المسابقات الرمضانية الثقافية أو الدينية ، أصبح الاقتصاد في البلاد متأثرا، أصبحنا لانرى الناس كثيراً ، خالية الشوارع والطرقات ، كل ذلك أصبح هاجس يتخلل في أفكارنا كمرض آخر يتعايش معنا وهو “الوسواس” أصبحنا نصحوا من النوم نتسابق لمشاهدة شبح ما يسمى تزايد “الأعداد” سواء على الصعيد العالمي أو المحلي وهذا ليس بالصواب – والبعض جعل من هذه الأرقام كمرجع له كل يوم أصبحت كثلاث وجبات يتناولها وسرد حكاية قبل النوم لأبنائه أو أحفاده .
ليس من الضروري أن نكون لهذا الحد من الوصول إليه نعم كلنا نخاف ففي النهاية نحن بشر ، ولكن لا ننسى فهناك رب الكون مدبر كل شي محيط بنا وبكل الأوقات وما لنا غير الدعاء والاستغفار ، وأن يزول هذا الوباء بإذنه ولا نتغافل عن خطورة هذا المرض ، اجعل بينك وبينه مسافة أمان لتعيش بسلام واطمئنان وما في ضيف يجلس لمدة طويلة لابد له من الرحيل وسيرحل هذا الوباء وتعود الحياة كما كانت وليكون هذا عبرة ودرس ولنحمد الله دائما وأبداً ولنعلم بأن الله قادر على كل شيء ولا نجعل التفكير الزائد يقتل كل ما هو جميل في أنفسنا.
