(تعدد الزوجات… بين الجهلِ بأحكامِ النصوص في فهم الواقعِ والوعي المنقوص)
عبدالرحمن عبدالسلام
أن أفضل شيء للتحكيم وعدم خلط الأمور والفصل فيها ،هو فهم طبيعة كلا الجنسين من حيث الاختلاف والتكوين والأدوار ،الخ …….
وإني قرأتُ عن التعدد فرأيت فيها شروط ليست سهلة ولا مستحيلة ، ومسؤولية كبيرة وحساباً في الآخرة إن كان إنحيازاً لإحدى الزوجات على حساب الأخرى وظلمها وأن الأمر لا يتعلق فقد (بالسرير)والإلتذاذ منهن بقدر ما يتعلق بتخصيص الوقت والجهد والعدل،ولهذا كان الله في عون المعدد.
لا أعلم ما الضير بزوجة ثانية ،فهو قبول بالتنزيل ولما سمح الله به قبل كل شيء،وما فيه من مصلحة،ودرك للمفسدةِ، ومن مدارك الشيطان أن يجعل العفةَ إنتهاكاً ….. والحريةَ في الانفلات …. فماذا تتصور بعد ذلك، مجتمعاً سليماً أو جيلاً واعداً،أو تقدماً وحضارةً عامرةً، ومن العجب أن تختار الأنثى الانفلات على العفاف(الرضى كزوجةٍ ثانية)وهذا من الجهل لا تفسير له ،رغم أنها حرةٌ شرعاً في اختيار شريك حياتها وقراراتها وهذا أمرٌ شرعيٌ مقبول وطبيعي ،ولأن سألتهم عن هذا الأمر لأعرضوا إعراضاً شديداً وإن كان قسم منهن تتميز بالدهاء لالتفت حول الموضوع بحجج واهية لتجدها في النهاية تصطف مع الباقيات في الموقف المعارض،وهذا يدل على نقص في إيمانها ولذلك نقول راجعي إيمانكِ وراجعي مرة أخرى وعيك وفهمك،وهذه ليست قسوةٌ أو عدم فهم للأنثى والإجحاف بحقها مع إدراكنا بأنها كائنٌ رقيق ……
فالأمر لا يستحق ذلك التعقيد، وردود الأفعال الغير ناضجة ،التي يجب على الأنثى إستيعابها بقدر ما تتعلق بطبيعة الرجل التكوينية التي تسمح له بالاقتران بأكثر من زوجة مع إمكانية توفر الشروط اللازمة،وقد تعارض الأنثى فتقول أن واحدة تكفيه،فنقول كيف تحكمين على الرجل وتحللين نفسيتهُ،وتمنعين أمراً مباحاً فربما أنتي لا تقبلين وَغَيرُكِ تقبل وترضى،ولهذا يقول الدكتور البوطي(الحاجه إلى التعدد قد لا تكون مادية مرئية،بل شعورية كامنة في مشاعر الزوج نفسه).
وأن التعدد لا يسقط بالتقادم،كما يزعم البعض بأن هذا الزمن غير صالح للتعدد نقول نعم للذي لا يقدر مالاً وعدلاً وغيرها من الأمور التفصيلية ،أما في مسألة الميل والجماع فلا يُشترط فيها العدل لأنها مرتبطةٌ بالقلب وهي بيد مقلب القلوب كما أوضح ابن القيّم الجوزية ذلك في (زاد المعاد)،أما الذي يقدر ،فعليه بالتعدد للحد الذي أمر به الله إن كانت له رغبة وإلا وقع في الحرام عندها فلا يَلُومنَّ إلا نفسه.
وقد يتسائل البعض نعاني من مشاكل كبرى أهم من هذا وأجدر أن يتم الحديث عنها ،فنقول هذه مسألةٌ هامه لانها تتعلق بشيء مباح وقت الحاجة وهي جزء من كل فنتكلم عن هذه ونتكلم عن غيرها من المواضيع ،وذلك لأنها تُثار بين الفترةِ والأخرى، ولهذا لا يلزم أن نقول التعدد كذا وكذا فمن أراد الفهم الصحيح والبديل الوحيد في بعض الأحيان فليتأمل فيما كَتَبناه،وأولئك الذين يرفضونهُ وَيَرونَهُ بأنهُ قانون معطّل فهم جاهلون بتاريخ الأمس وجاهلون بواقع اليوم،وبالأخص قسم من الإناث لا يستوعبون تلك الحقيقة، وكأنهم لا يعون وإذا وعوا لا يُقرُّون لو كانوا يعقلون.