اليوم العالمي للتمريض
خوله كامل الكردي
صادف بالأمس القريب اليوم العالمي للتمريض، والعالم إذ يعيش في هذه الأوقات أصعب فتراته ووباء كورونا يجتاح مناطق شاسعة منه، تقف معها الهيئة التمريضية سدا منيعا لمواجهة أشرس وباء عرفه التاريخ الحديث.
لقد جابهت الفرق التمريضية في مختلف أنحاء العالم فيروس كورونا بكل شجاعة وصبر، ليكون الممرضين والممرضات الجنود البواسل الذين يدافعون عن حياة وسلامة المجتمعات البشرية.
وعلى مدى عقود طويلة فقد أعطت الفرق التمريضية درساً في البذل والتضحية ليصبح نموذجاً ترويه الأجيال، فالمعاناة الكبيرة التي واجهتها الفرق التمريضية يصعب حصرها فمن قضاء ساعات طويلة في رعاية وتفقد المرضى ، والذي يمتد أياما لا يرى فيها العاملون بالتمريض أسرهم، إلى الإجهاد النفسي والجسدي الذي يصيبهم، نتيجة العمل الشاق و بصورة متواصلة غايتهم حماية الناس من شرور الأمراض والعلل. لذلك آثر العالم أن يظهر تقديره وعرفانه على الخدمات الجليلة التي تقدمها الفرق التمريضية، فخصص يوما للاحتفال بها وتذكير الجميع بفضلهم وجهودهم.
فمهنة التمريض تعذ من المهن القديمة، وقد تحدث عنها التاريخ واعتبرها من أنبل المهن، لتلمع أسماء مهمة بذلت الكثير لأجل إسعاد الآخرين ومساعدتهم على تجاوز أشد محن واجهتها البشرية، وقف معها التمريض في الصفوف الأولى منافحا ومدافعا عن صحة سكان الكوكب الأزرق، ففي أحلك الظروف والصعاب انبرى الفريق التمريضي في الحروب والأوبئة يقدم الرعاية والعناية بالمرضى والمصابين من دون اكتراث لما قد يصيبه في سبيل ذلك، اللهم العمل من أجل إنقاذ مريض وتطبيب جريح ومساعدة عليل
.
فالبرغم من التضحيات التي قدمها المنتسبين للتمريض، إلا أن حقوقهم لا زالت ناقصة ويعاني الكثير منهم في شتى بقاع العالم من الغبن وهضم حقوقهم وجعلهم في آخر سلم الاهتمام، وهم في أمس الحاجة إلى الاهتمام الكافي والدعم اللازم الحكومي والدولي، كي يواصلوا مسيرتهم الإنسانية الراقيه غير مكترثين في كيفية تأمين المتطلبات المعيشية لهم ولاسرهم.
لقد بات لزاماً على العالم أن يقدم كل وسائل الدعم والرعاية المادية والمعنوية لهم.
ومن هنا إذ نشيد بجهود التمريض والتي لا يمكن أن يغفلها أحد في مواجهة فيروس كورونا ومن قبل ذلك، والتضحيات التي يقدمها من غير كلل أو ملل وإلايثار الذي تجسد بأسمى معانيه في السلك التمريضي، يستحق معها كل التقدير والاحترام ولتكون خطوة جاده لجميع من يعنيهم أمر التمريض في تسليح الممرضين والممرضات بما يحتاجونه في عملهم الإنساني العظيم، والذي لولاهم لكانت البشرية في خبر كان، فالممرض أولا وآخرا إنسان لديه متطلبات وحاجات، نرجو أن ينظر لها المجتمع الدولي بعين الاهتمام والرعاية.