وحدوا دعاء الجمعة فأبواب الله مفتوحة
——————————
بقلم ✍️ :
راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية
الصحفيين العمانية
———————————
ما تأزمت إلا تعافت وما ضاقت إلا فرجت وما استعصت إلا فتحت وما تعسرت إلا تيسرت.
قال تعالى:
( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا )
هكذا هي الحياة وهذا ديدنها لحكمة عظيمة أرادها الله تعالى لعباده من بني البشر الذين اصطفاهم وخصهم دون سواهم بحمل الأمانة وعمارة الأرض
قال تعالى ؛ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ )
فالابتلاء فتنة عظيمة للإنسان يمتحن الله فيها صبر المؤمن ويسمع صراخ الكافر ونتيجة جحوده لعل الله يهدي بمثل هذه الابتلاءات عباده إلى الطريق القويم .
فجر اليوم وبعد صلاة الفجر بقليل تأتيني ابنتي الصغيرة ذات التسعة أعوام لتقص عليّ رؤيا رأتها في المنام وهي مسرورة ببشائر الرؤيا الجميلة مع صباحات يوم الجمعة الذي مر مذكراً بفقد صلاة الجمعة التي ألفناها طوال سنوات ودعوات المسلمين تصدح في رحابها الطيبة …..
قالت لي رأيت طائرة عمودية تلقي أدوية على الناس وكورونا تهرب منها وتصرخ سأموت والناس فرحة بالدواء.
فكرت حينها فوراً في رحمة الله وقلت لها : آمين جعل الله رؤياك بإذن الله حقيقة واستجاب لأمنيتك وخلص البشرية من وبالها وشرورها إنه السميع المجيب الدعاء .
الله سبحانه وتعالى لم يترك واسطةً أو أبوابًا موصدةً أو وكيلاً عنه في دفع المضار والمنافع للناس بل جعل بابه مفتوحا في كل ثانية من ثواني الحياة قريباً كريماً من عباده .
قال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾
اليوم وفي هذه الجمعة المباركة أتمنى من الجميع استذكار قدرة الله ورحمته بالعباد والعودة إليه منيبين خاشعين متذللين لمرضاته داعين الله برفع البلاء عن بلادنا وأهلينا وسائر بلاد المسلمين والعالمين .
فاجأروا بالدعاء والتضرع لله ووحدوا الدعاء جميعاً برفع الغمة ودفع البلاء وحلول الخير واليسر والسرور فلقد لبس العالم وذاق طوال ثلاثة شهور مرارة الوباء والابتلاء .
ثم صلوا وسلموا على المختار صلى الله عليه وسلم وأكثروا من ذكره ففيه خيراً عظيم ووحدوا الدعاء لرفع الغمة بصدور ملؤها الإيمان والإيقان بالله لدفع الشرور عن الناس فالمؤمن دائما وأبدا راضٍ بقضاء الله وقدره متمنياً الخير للبشرية جمعاء في مناجاته لربه ورجائه ودعائه له .
اليوم الجمعة ولا زالت عمان والعالم تشهد عاصفة هذه الجائحة العظيمة ولا زالت تحصد الأرواح وتفتك بالضعيف والقوي في ظاهرة تحدث لأول مرة في هذا العصر الحديث مع مفاجأت غريبة من المرض من خلال استعصائه وسرعة انتشاره بين دول العالم جمعاء .
وحدوا الدعاء فأبواب الله مفتوحة ورحمته وسعت كل شيء
إنه قريب سميع مجيب الدعاء وصلّ الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
اللهم ارفع عنا وعن سائر البلاد هذا الوباء واقهرهُ بقدرتك يا ذا الجلال والإكرام .
اللهم آمين
# سناو
الجمعة : ٢١ -٩- ١٤٤١ للهجرة
الموافق : ١٥ -٥-٢٠٢٠ للميلاد