أنستهين بالغازي
أسامة السليمي
أخيرًا استطعت الجلوس معك لوحدنا أخي القارئ،
دعنا نفكر في هذه الأيام قليلًا.. لأنها تستحق منا التأمل والتفكير..
أسمعت الذي سمعته؟ الصين مرّت بنكبةٍ تاريخيةٍ عظيمة، منذ أن واجهت جماعاتٍ إرهابية مسلحة في أواخر العام المنصرم، هذه الجماعات تنتشر بسرعةٍ هائلة، وتخيّر من يقع فريسةً لها، ما بين أن يكون أحد جنودها لينشرها، أو يموت بعد تعذيبٍ يمزق احشاءه، ويضعف جسده الذي يمر بمعاناةٍ تعيسة.
ضج العالم بعد كل هذه الأخبار، و اغلق منافذه و جهز معداته من الصواريخ و الدبابات المدرعة والطائرات الحربية، و أعدّ عدته، فاضطر أن يعيد لكل مغتربٍ وطنه، وكلّ مهاجرٍ بيته.
انتعش الطيران، و لم تخلو السماء في كل ثانية من الطائرات المدنية المليئة بأبناء وطنها..
الاعلام يصرخ بخطورة الأمر، والجرائد تكتب أن هناك غازٍ جديد قريب منّا، فلتستعدوا له..
كل الحكومات لم تُقصر و استعدت لتقاتل بشراسة، ولكن لكل قرارٍ نقطة ضعف..
الغازي قد يكون جنّد أحدًا من ابناء الوطن.. فمن منّا لا يضعف إذا كان أخاه من من جُنّد؟
تخيلك معي، انك ترى سيارة مفخّخة أو أحد جنود الجماعات بحزامٍ ناسفٍ أمامك، يرتديه أحد أبناء الوطن قادمًا من الخارج.
-وأنت كنت أحد حراس الحدود والمنافذ!؟
هل ستخيّره بين سجنٍ تحت اشرافك وبين أن تدعه يعود إلى أهله بحزامه الناسف، الذي قد ينفجر في أي لحظة، اذا كان من يرتديه لا يبالي و لا يكترث بسبب استهتاره؟! فهناك اختلاف في الفكر والوعي أو بسبب خطئٍ غير مقصود..
أم كان لابد أن تضعه في سجنك و تحسن ضيافته لمدةٍ قليلة لا تتجاوز الاسبوعين، وتخبر خبراء القنابل أن يحرروه من حزامه الناسف، ليعود دون أدنى خطورة إلى بيته ومع أهله..
-وأنت نعم أنت،
هل كنت ستخرج من بيتك اذا علمت أن العدو قريبٌ منك، يتجول في قريتك، ولا يدخل إلى بيتك، و لا يتقرب منك ،إلا اذا خرجت أنت ،وقللت من شئنه واستهزأت به.
هنا من الاكيد أنه سيغضب، سيهاجمك بضراوة و سيسحب قِفل أحد قنابله و يرميها أمامك،
سنفجر، ستنفجر ، ستنفجر…
لن تستطيع الهرب..و ستصبح أمام الخيارين؛ إمّا أن تعاني و إمّا أن تموت..
هذا هو الحال أمام بلدة كورونا الغازية..
-أفتستهين بالغازي؟؟!