غزوة بدر الكبرى بوابة الهداية للعالمين
راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية
الصحفيين العمانية
السابع عشر من رمضان للسنة الثانية لهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة وبوارق الإيمان تنير أعداد قليلة من صحابة رسول الله الذين أسلموا من المهاجرين والأنصار ، كأنهم بدر التمام في شموخهم ووهج الإيمان بطلوع الفجر قد إقترب ليضيء العالم أجمع.
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين ظهرانيهم يعلمهم أمور دينهم وجبريل ينزل بالوحي الكريم ليملأ الآفاق بنزوله على الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم).
طغيان قريش بكسر شوكة الإسلام وصل منتهاه وقافلتهم التي باغتها رسول الله بقيادة أبي سفيان وصحبه تصل مكة.
الحرب تدق طبولها مع عمرو بن هشام( أبي جهل ) وأتباعه من أشرارهم وخيار كسر ذلك النور الذي سيهدي الله به الأمم لطريق الحق هدفهم.
جاءوا بجيشهم وعدتهم وعتادهم
الناظر إليهم يخاف منظرهم فهم في صدر العرب نصبوا أنفسهم ملوكا وعلى طريق الباطل مع شياطينهم ركبوا رأسهم.
جيش عتاده وعدده آلف مقاتل جهز بالخيل والسلاح والسلاسل تتقدمه الدفوف والمغاني لترفِ الحياة التي كانوا يعيشونها وضآلة من كانوا يسيرون نحو حربه في نظرهم.
هي أهم وأبرز معركة في الحياة قد اقترب موعدها.
ورسول الله يستشير صحبه في ملاقاة العدا وهم قلةً فوق الثلاثمائة لا يملكون سوى إيمانهم بالله ومحبته ومحبة رسوله الكريم بين الأنا.
لتأتي الأصوات تشق المدينة من الأنصار والمهاجرين سر بنا يا رسول الله للعدا، فنحن بايعناك على المدى إما شهادة جزائها جنة عدن أو فوزاً مؤزرا.
فيهتف الجمع: كلنا فداك يا نبي الله هذا يومنا ..
فيسير الصحب والكون مع من بذل الغالي والنفيس والروح من أجل فجر سوف يشق الأنجما.
ويأتي البشير ببئر بدر دعوها خلفنا، فإذا وقع الأمر أغنتنى لشربنا وشرب دوابنا وأهلكتهم حتى يصلوا لها.
وصل القوم من أهل الظلالة إلى دار الفنا ضربوا خيامهم كي يبيدوا رسول الله وصحبه ويرفعوا اسم قريش بين القبائل في هناء.
وأبليس وجنوده وشياطين الأنس يمدونهم بعزيمة الأشرار نحو الهجوم على المختار سيد الأكوان من صلى عليه الله في الملأ الأعلى.
وطبول الحرب تقرع وثبات الإيمان كطود الجبال في عزمهم نحو الفوز على العدا .
الله الله الله هذه السماء تمدهم بملائكة النور تضرب رقاب من إختاروا الفناء.
فتكسرت شوكة قريش وعمت أخبارهم كل الفضاء وسرت تشق الأفق أن إنهزم العدا.
ورسول الله يشدُ في صحبه همم الأبى، جيش قوامة ثلاثمائة وبضع عشرات من الأسود مجتهدا وجيشاً عرمرم بالآلاف عتادهم قد قتلا
وجريرة الخزي يسحبونها لديارهم قتل الأشاوس من أبو جهل وصحبه وغنم من غنما
فتحقق النصر المبين على الملأ وتحقق الفوز العظيم بجهاد من وهب الحياة طعمًا آخر.
اليوم أثار بدراً الكبرى قد شقت السماء بنورها فتبددت ظلمات الجهل والظلم والشتات وصارت نورا للعالمين، فأنعم
اليوم بأحداث بدر دروسها وأفعال رسولها وصحبه قد أكملت ١٤٤١ من السنين ونورها يسطع بالأكوان إلى أن يرث الله الأرض بملكها.
صلوا على المختار ما داع داعً في الأرض والسماء (اللهم صلي وسلم على رسول الله)
فلقد رُفعت لجلاله آيات الله بقرآن يتلى وسير تدرس للملأ.
فسبحان ربي غزوة صارت حديث الكون فُتحت لها أبواب خير للعالمين بنورها فسما في العلا.
واليوم نستذكر التاريخ بأن رسالة محمد (صلى الله عليه وسلم) رحمة للعالمين وهديه للبرية كلها.
فسلاماً من الله نزجيه للرسول الأكرما
طبت وطاب مقامك العالي سيدي فجعل شفاعتنا يا رب بين يدي محمدا.
( صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين)