2024
Adsense
مقالات صحفية

الانفتاح بين مفهوم المعنى والتضليل

خلفان بن ناصر بن سعيد الرواحي

مما لا شك فيه بأن عصرنا الحالي تتنوع فيه وسائل الترويج الفكري المغالط والمشتبه به؛ ومن ذلك ” الانفتاح” والمناداة بالحريات والتحرر الفكري؛ والتوسع في المدارك لما يدور في هذا العالم الفسيح، الذي أصبحنا نعيش تفاصيله بمنتهى الدقة إذا سخرنا وقتنا وجهدنا كله لمتابعة مجرياته، فأصبح قرية واحدة تتعايش تفاصيلها في كثير من الأحيان إذا ساقنا الفضول للتطلع والبحث عما نريد.

إنَّ المتتبع للترويج الفكري المعاصر للانفتاح وخاصة في مجتمعنا المحافظ المسلم، ليجد أنَّ التركيز غالبا ما يكون في الجوانب الهدامة وبعيدًا عن المبادئ والأخلاقيات والفضيلة، والبعد عن أساسيات وعقائد الدين الحنيف التي تربينا عليها منذ القدم، ونعتز بها بلا فخر ولا تكبر، والتي كانت مضرب مثل لمجتمعنا العُماني المحافظ، لنجد أن دابة الأرض بدأت تأكل منسأته التي تكاد ترمي بنا إلى السقوط التدريجي، لولا لطف الله بنا ووجود دعاة الخير وفئة المحافظين المتمسكين بالحبل المتين بيننا لينبهوا المجتمع عن مغبة الوقوع فيها من حيث مجريات المفهوم المغالط لمعنى الانفتاح.
عليه فكان من الواجب أن ننتبه لأنفسنا أولاً؛ ثم نهتم بمن هم يقعون تحت رعايتنا من حيث التربية الفكرية والتنشئة من أبناء وأسرة ومجتمع بأنَّ الانفتاح له حدود ويجب أن لا نتجاوزها خوفاً من الوقوع في المحظور وتفشي مرض السلوك اللا أخلاقي المقيت الذي يؤدي إلى دمار المجتمع بأسره إذا ما تم التركيز على الجوانب السلبية منه؛ ولنتذكر ونُذَكر غيرنا بأن الانفتاح حق مشروع في الأخذ بما هو مفيد ويخدم الفرد والأسرة والمجتمع من حيث التعلم والتطوير والبناء في شتى مجالات الحياة وليس الانفتاح بما يهَدم البناء والكيان العقائدي والفكري، وليكن انفتاحنا على العالم هو بما نفيد ونستفيد ولنحافظ على نسيج مجتمعنا ونطوره بما يحقق الطموح.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights