الشك أول شَيْءٍ أفكر فيه …… فايروس رُبما ظاهرهُ وباء لكن باطنه منافع
عبدالرحمن عبدالسلام
(الشك، الصدمة، الفزع، الاقتصاد،التحولات) (على الإصابات أن تقع دُفعةً واحده،بذلك يكون وقعها أقل إيلاماً،وبالتالي أقل إيذاءً) ماكيافيلّي.
الحديث عن المسائل العلمية يكون أسهل بكثير من التطرق إلى ى الشؤون السياسية والاقتصادية وذلك لأنه يصعب توقع تلك النتائج الدقيقه في العلوم الاجتماعية ومن ضمنها السياسة.
يبدو أن هذه الأزمة ستطول أكثر مما نتوقع وليس كما نظن، يتم حلها بوقت قصير وتعود الحياة لمجاريها، وليست مقصرة على إيجاد المصل وإعلانها وتوزيعها للعالم ، بقدر ما هي مرتبطة بجملة من العوامل والحسابات والتوازنات وإعاده صياغتها من جديد، كثيراً ما كنا نسمع عن الترهلات في النظام الدولي ومشاكله ،وعن أوربا العجوز وعبئها الثقيل الذي انعكس على أدائها السياسي واقتصادها ومنظومتها ، وما بين مؤيد ومعارض للاتحاد الأوربي ،وعن الشرق وكيفية استنزافه ،وعن الصين وتوسعاتها.
ومن المعلوم أن العالم يحكمه عدد من القواعد وهذه القواعد مرتبطة بالتحالفات ، تحاول الدول أن تحافظ على تستقرار النظام ولكنه مهدد بصورة مستمرة من قبل الدول نفسها .
إن استمرار هذا الأمر يرافقه عدة مشاكل نفسية ومجتمعية هذا في إطار المؤسسة الصغيرة (الأسرة)، بالتالي ينعكس تأثير ذلك على الدول ، لما يخلّفه من توقف العمال عن العمل مثلما حدث في الولايات المتحدة عام ١٩٢٩ (١٣) مليون عاطل عن العمل ،وهذا ما يسمى بالبطالة الدورية، وفي إطار واسع هو توقف مصالح الدول والشركات الكبرى المتعددة الجنسيات والتي من الصعب تعويض خسائرها وهذا يجعلنا نفكر ماذا بعد كورونا ؟
يثار هذا السؤال هل فايروس كورونا مصنّع لضرب مصالح بعض الدول ، للوهلة الأولى كانت الصين والولايات المتحدة تتبادلان التهم ، إضافة إلى ذلك فقد أشار الكاتب (Michael Wolff) في كتابه
(Fire and Fury )…. قبل وجود الفايروس بوجود حرب بارده بين الطرفين وقد سبقه تنافس تجاري ولا زال، إلا أن الوباء تعدى الدولتين ليشمل أغلب الدول ،والذي أصاب الاقتصاد وحركة التجارة العالمية بالشلل وهذا يجعل من الصعب إتهام دولة أو مجموعةِ دول ، وذلك لافتقارنا إلى التفاصيل التي تعزز من عملية البحث وراء السبب الرئيسي للفايروس ، واستنتجت من كلام الكاتبة الكندية (نعومي كلاين) بأن الصدمات لها تأثير كبير والتي تتخصص وتتصدر فيها الولايات المتحدة مع دول أخرى ، وأن الرأسمالية الغربية تفرق عن باقي الأنظمة بعنصري المفاجئة و التجديد وتحديث نظامها ،مع الأدوات والأساليب لمواكبة الأحداث أو بالأحرى (حفظ مكانتها العالمية ).
ختاماً نقول أتمنى أن يكون ما كتبناه أقرب للصواب ،وبين الواقع والمعطيات ، والربح والخسارة وأمور أخرى ترتبط بها أو يتم توظيفها أو المماطلة فيها ،و أخشى بعد فتره أن يتم حصد المنافع بعد القضاء على هذا الوباء ، لذلك فالشك أول شَيْءٍ أفكر فيه.