علي بن مبارك اليعربي
الأخصائي الاجتماعي بمدرسة مازن بن غضوبة بولاية سمائل
وا أسفاه على سؤال يطرحه أبنائي
ما مصيرنا الآن ؟ ألم تتضح الرؤية بعد؟
رغم أن الإنسان مسير في كثير من الأمور وأن مصيره معلوم عند علام الغيوب لكنه مخير في أمور أخرى، فالله تعالى جعل لنا الاختيار والمشيئة والإرادة بها نختار طريق الخير أو الشر وبها نفعل ما نرغب في فعله، وعلى هذا نحاسب فقط ونتحمل نتيجة اختيارنا لتلك الأعمال لأنها في حقيقة الأمر هي أفعالنا ولذلك فالاختيار مع وجود العقل وعدم الإكراه هو مسؤليتك. وعندما يسلبنا الله شيئا مما وهبنا إياه أسقط عنا ما أوجبه علينا. إن الله عز وجل، عزيزي، قد أعطاك إرادة ومشيئة وقدرة واستطاعة على الاختيار، ففي قوله تعالى :- “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا” وهذا إنما يدل بأن مصيرك عزيزي بيدك و لا تسأل عنه أحدا، واذا أردت أن تعرفه فاعرف من أنت وأين موقعك بين أقرانك بهذا فقط عزيزي البارع سوف تتضح لك الرؤية وتبدأ بوضع خطط وبرامج لكي تتعرف على مصيرك. هبوا أنكم ما تنتظرونه وتتساءلون عنه يا أبنائي كان في صالحكم، ولا أشك في ذلك، لأنني على يقين من أن أصحاب القرار يسعون دائما وأبدا فيما يعود بالنفع والفائدة على أبنائهم الطلبة، فالسؤال الذي يجب أن تسألوا أنفسكم عنه ما الذي نستفيد إذا ما تم ترفيعنا جميعا إلى الصف الأعلى؟
وهل هذا هو فعلا ما نصبوا اليه؟
عليك أن تدرك بأن الدروس في مراحل الدراسة تراكمية، أي إنك لن تستطيع عبور الدروس اللاحقة قبل معرفة السابقة منها والبناء عليها؛ لأنها ستساعدك بكل تأكيد للسير بخطى ثابتة في مناهج العام القادم بإذن الله تعالى.
لذا عليكم أبنائي أن تتهيؤوا وتستعدوا لأي قرار يتخذ من قبل الوزارة. وذلك بمراجعة الدروس و متابعتها من خلال الوسائل التعليمية المتاحة لديكم، والتفكير في الاستفادة العلمية بأي وسيلة دون النظر إلى شهادة تحصل عليها. فتعلموا للعلم لا للعمل، واسعوا جاهدين لتحصيل العلوم و المعرفة لأنها تحدد لكم من أنتم؟ وأين أنتم بين أقرانكم؟ وما هو مصيركم بعد هذه الجائحة الوبائية؟ فقط عززوا ذلك بتنظيم وقتكم والتخطيط لما ترغبون في أن يؤول إليه مصيركم فأنتم في هذا مخيرون وتأملوا قول المولى سبحانه وتعالى : “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ”
وهذا تذكير لكم مع معرفتي بإدراك بعضكم لهذا الأمر و السعي الحثيث وراء التحصيل الدراسي ولكن تصديقا لقوله تعالى: “إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً”.
