في رحم الألم جنين الأمل
حمدان بن سعيد العلوي
يتبادر إلى الذهن عند قراءة العنوان، بأن الحديث سيكون مفهوماً وبأن المقال واضح من عنوانه فلا أحب الحبكة والدخول في ألغاز وتلميح الكتاب من أجل أن يكون الطابع أدبياً بحتا بقدر ما أردت أن يكون بلغة بسيطة ورسالة مفهومة لا تحتاج إلى فك ترميز ورموز مشفرة، وتسير الرسالة عبر الوسيلة إلى المسؤول يقرأها ويقوم بإيصالها أو العمل بها، وما بعد الصبر إلا الفرج، وها نحن اليوم تضيق بنا الحياة وتغلق أبوابا كانت مفتوحة، وبالرغم من أن الوضع الإقتصادي لم يكن على ما يرام ويرجى منه فقد تعسرت عدة مشاريع وآل البعض منها إلى الإنهيار والسقوط. وأنتهت بالإغلاق، وعند إشتداد الأزمة الحالية التي غطت على العالم أجمع، صغيرا وكبيرا، وتقطعت بالعديد السبل، إلا أننا نلاحظ خلال هذه الأيام قيام الدولة تهيئة كافة الظروف والمناخ لفك هذه الضائقة التي نعاني منها وكبرى الدول ليس نحن فقط، والوضع المالي لا يسر عدوا ولا صديقا، إلا أن السلطنة إتخذت كافة التدابير وضخت قواها مستغلة موقعنا الجغرافي، بالإستيراد المباشر وأصبحت موانئ السلطنة مفتوحة على العالم، والنجاح هو حين يشتد بك الحال في أقسى الظروف وتعمل من أجل الإنجاز، وتسعى للوصول إليه، نعم هكذا تكون الإدارة الناجحة بإستغلالها للظروف الصعبة والبحث عن الفرص بجدية والسعي من أجل الأهداف المشودة، وفي ظل تفشي جائحة فيروس كرونا كوفيد 19، وبالرغم من ضيق الحركة إلا أننا وجدنا أنفسنا أما تحد صعب، ولكن تمكنا ولله الحمد من تطويع أقسى الظروف ليلوح الأمل بعمان الجديدة، في ظل قيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم المعظم، فتحركت المصانع والشركات كل وفق إختصاصه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأتضح لنا جميعا قدرة السلطنة بسواعد أهلها ومن فيها على تحدي هذه الظروف، فأصبح الإستيراد مفتوحا على جميع الوجهات، ليتضح لنا أننا جاهزون للمرحلة المقبلة، ومن هنا تمكنا من تحويل الظروف السلبية وتطويعها لإنعاش الإيجابية ويولد الأمل من جديد بعد سبات عميق وتعطيل ظالم لجغرافية هذا البلد العظيم، واليوم أمامنا فرصة كبيرة لتصحيح المسار ومعالجة الخلل، من إنعاش للسوق وإستغلال الإنتاج المحلي للإكتفاء الذاتي للمصدر الغذائي وتعود الزراعة لسابق عهدها ودعم المزارعين، فلسنا بحاجة لإستيراد كثير من السلع ونحن نستطيع، وكما سبقني البعض وتطرق للعمالة السائبة والتجارة المستترة فهذه فرصة للتخلص من نسبة كبيرة لترحيلها، والتخلص من عبئ كان يؤرقنا، وابن البلد أولى بإدارة هذه المشاريع، حيث أن بعض المستثمرين ولنقل أغلبهم من العمالة الوافدة هم يقومون بإستغلال أراضينا لزراعتها والتحكم في منتجاتها وأسواقنا، فلو قمنا بإدارتها محليا لن نكتفي بسد العجز بل سوف نقوم بالتصدير وسيكون العائد بفائدة كبيرة،ناهيك عن خيرات البحر التي أصبحت متوفرة وبكميات كبيىة وبأسعار في متناول الجميع فأصبحت هناك وفرة، كانت في السابق تصدر بشكل عشوائي لتعود إلينا نستوردها بأسعار مضاعفة وبجودة رديئة، والسؤال ماهي الأسباب التي دفعتنا لذلك سابقا؟ ومن هو المسؤول؟ سنترك الإجابة وتقصي الفساد للمختصين بها، وعلينا أن نعمل ونجد ونجتهد من أجل عمان جديدة برؤية فريدة تقودنا إلى مستقبل واعد، سبجان الله رغم الظروف والألم والمعاناة والخوف من تداعيات جائحة كرونا، إلا أن الأمل يلوح في الأفق، وبإذن الله سيزول هذا الفيروس الذي غزا العالم وسبب ذعرا كبيرا وخسائر فادحة وأطاح بالدول العطمى، وأنا متفائل بغد مشرق بإذن الله، وكما أسلفنا في رحم الألم جنين الأمل.