“حنان و السجين”
“الجزء الثالث والأخير”
بقلم : بدرية السيابية
واجهت حنان ضغوطات نفسية بسبب ما هو عليه صديق طفولتها وليد ،،، أصبح كلام وليد يرن في مسامعها ليل نهار ولم تفارق صورته مخيلتها فظلت تلاحقها الذكريات المختلطة بين الفرحة والحزن رجعت حنان البيت وهي حزينة صعدت مسرعة نحو غرفتها لترمي حقيبتها ومفتاح سيارتها على السرير وجلست على الأرض تبكي بحرقة وتقول سامحني يا وليد سامحني ،، سمعت الأم بكاء ابنتها حنان وقالت لها :حنان حنان
إفتحي الباب يا بنتي ماذا بك لما تبكين حنان حنان وتستمر الأم بطرق باب غرفة حنان دون جدوى فلم تفتح حنان غرفتها .
وبعد ساعة من محاولة الأم لابنتها حنان لفتح الباب أخيراً فتحت حنان باب غرفتها والدموع تنزل من عينها لترمي نفسها في حضن امها تبكي والأم في دهشة واستغراب !!!
الأم : خير ياحنان ماذا يبكيك؟ لما أنتي هكذا ماذا حصل؟ فكنتي الصباح في فرح ورجعتي وانتي كلك حزن والم !!! ماذا حصل أخبريني يا ابنتي ؟
حنان : تخيلي يا أمي ذهبت اليوم لزيارة أحد نزلاء السجون لإجراء لقاء مع أحدهم لأكتب قصته وكلي فرح لعلي أجد في هذا الشخص حكاية جميلة يدونها قلمي كقصة جميلة وكإضافة رائعة للقصص السابقة ،، ولكن يا أمي تمنيت لو اني لما أقابل هذا السجين .
الأم لماذا يا حنان؟؟
حنان : الشخص الذي قابلته يا أمي هو صديق طفولتي وليد ،،،، الأم ظلت صامتة منبهرة من حديث إبنتها وتقول ماذا قلتي يا حنان وليد نفسه الذي قتل جارنا الذي كان يتحرش بك وانتي صغيرة ولولا وليد لم يصل بالوقت المناسب لحدثت كارثة لك ولنا – فكان صبياً ذات خلق وطيب .
حنان : نعم يا أمي ولكن نحن رحلنا من الحي ولم نعلم عنهم شي غير أنه سُجِن بسببي فهو له مدة طويلة بالسجن ولم نسأل عنه حتى ولا عن أهله ، اتعتقدين هذا عدلا يا أمي؟؟ تأخذ الأم حنان في حضنها وتهديها وتقول لها : ليس ذنبك يا حنان فهذا نصيبه الله سيكون معه .
لم تكترث حنان لكلام أمها .. وأصبحت تتابع حالة وليد عن بعد وتتفقد أحواله وتفكر في طريقة لتخليصه مما هو فيه لعل ذلك يريح ضميرها وتكون قصة نهايتها السلام والطمأنينة .. بعد يومين ذهبت حنان إلى أكبر المحامين في البلد وطلبت منه أن يتولى قضية وليد ، فتم الإنتهاء من كل الإجراءات المتعلقة بالمرافعة – وطلبت من المحامي بعدم الإفصاح عن إسمها وافق المحامي ودفعت حنان نصف المبلغ للمحامي والباقي بعد نجاح القضية ويكون وليد خارج السجن حراً طليقاً فهو لا يستحق كل ذلك ويجب أن يعلم القاضي عن سبب دفاع وليد عن الفتاة التي دافع عنها منذ عشرين عاما ، وإنَّ قتله لذلك الرجل لم يكن متعمداً .. فهو يستحق ذلك ويكون عبرة لمن يتجرأ على التحرش وانتهاك عرضهم وشرفهم .
باشر المحامي في فتح قضية وليد من جديد بعد إغلاقها منذ زمن وصدر عليه حكم بالسجن المؤبد وبحث عن بعض الأدلة القديمة وإحضار الشهود وكذلك طلب من حنان الحضور للشهادة .. وقالت حنان في يوم الجلسة : كان وليد يدافع عني وكنت صغيرة حينها وهذا الرجل حاول التحرش بي ولولا لطف الله ووصول وليد في الوقت المناسب لكنت أصبحت فتاة لا يعلم بحالها إلا رب العالمين …
وظلت حنان تحكي كل ما تعرفه وعينها تناظر وليد والدمعة حبيسة عينها ،،، حقاً إنه موقف مؤثر جدا اخيرا وقفت حنان بكل ثقة مساندة صديق طفولتها أمام العدالة فكان كل ذنبه دافع عن شرف فتاة .
بعد استماع القاضي للمحامي والشهود وطرح الأدلة أمام المحكمة والاطلاع عليها نطق القاضي كلمته وسط الحضور بقاعة المحكمة وقال : بعد الاطلاع على الأدلة واستماع الشهود حكمت المحكمة ببراءة وليد وسط فرحة الجميع ،، أثناء ذلك تخرج حنان من القاعة ودموع الفرح تنزل على خديها ليركض وليد وراءها وينادي حنان حنان ،، لتقف حنان قليلا وقال وليد : أشكرك يا حنان على كل شي أرجعتي لي البسمة والفرح لقلبي وها أنا اصبحت أخيراً حراً طليقاً .
حنان : الشكر لله وحده كان من المفترض أن لا اتركك في وقت
كنت بحاجة لي وأرحل بعيدا هاربة من الواقع والحقيقة .
وبهذا الفعل قد ارتاحت حنان بما فعلته وتخرج من القاعة معلنة انتصاراُ جميلاً على نفسها ، وتكونت قصةً جميلةً ترويها بكل أحداثها عنوانها – “حنان و السجين” .
ملاحظة : القصة والشخصيات من نسج الخيال