العزلة هي بيت السلام
احمد بن حمد الحضرمي
إن الوضع الاستثنائي الحالي الذي تمر به السلطنة والعالم أجمع كان له الأثر البالغ في معرفة الكثير من الحقائق المخيفة التي تأتينا من العالم الخارجي بشكل يومي سواء من أعداد المصابين أم الموتى والحالات التي تم شفاؤها من فيروس كورونا (كوفيد-19) والتي بدورها تُحملنا المسؤولية القصوى كأفراد بضرورة الانصياع التام لتوجيهات اللجنة المعنية بمتابعة مستجدات فيروس كورونا كوفيد19، إن الإلتزام في المنزل أصبح واجبا وطنيا ومسؤولية عظيمة ملقاة على عاتق كل منا، فكسر تلك الأوامر هو إلقاء بالنفس إلى التهلكة والمتتبع للأخبار العالمية والمحلية يعي جيدا ما أقصده، قال تعالى “وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” فالمحافظة على النفس هو أمر رباني قبل أن يكون أمر جهة معينة تحاول أن تفرضه علينا، ومما نتعجب منه استهتار البعض ممن خرجوا من الحجر المنزلي للأسواق وغيره قبل أن يتأكد من عدم إصابته بهذا الفيروس، وإذا أخذنا الأمر بجدية لوجدنا هذا المستهتر هو السبب الرئيسي لنشر هذا الفيروس إلى الآخرين وربما يذهب هؤلاء ضحايا لمثل هذا الاستهتار العجيب، راجين من الله العلي القدير أن يزيح هذه الغمة عن الجميع وأن يكلأنا بحفظه وعنايته إنه سميع قريب مجيب الدعاء، إن استغلال الوقت بكل ما هو مفيد عامل مهم جدا أثناء تواجدنا في منازلنا فنشغله بالتقرب إلى الله سبحانه بالدعاء، وهناك ممن وجدوا الوقت لقراءة القرآن ومدارسته، وآخرون بدأوا في القراءة وهي عامل مهم آخر للتثقيف بين أفراد العائلة، هناك عدد من الأنشطة التي تستطيع القيام بها فترة بقائك في المنزل، فالعزلة عن الآخرين لها إيجابيات كثيرة جدًا في تجديد الروح ولنا في كتاب الله وسنة نبيه الكثير من المواقف التي نستفيد منها، ففي سورة مريم أذكر قوله تعالى: “قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۚ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا”، أيها الإخوة إن في العزلة الخير الكثير ولكن نحن بحاجة إلى من يتفكر في هذا الخير ويستفيد منه، وكما قيل فإن العزلة هي بيت السلام هي اكتشاف ذواتنا.