الحجر المنزلي والاستفادة من الوقت
خوله كامل الكردي
بما أن وقد أصبح الناس يمكثون في منازلهم لفترات طويلة بسبب فيروس كورونا، ظهر جلياً الحاجة إلى الاستفادة من الوقت المتاح، حتى يعزز الأفراد مهاراتهم ويكتسبوا أخرى جديدة، فمعظم الناس لم يكونوا يستطيعون الانتباه إلى جوانب أخرى من حياتهم، وذلك لظروف العمل الذي يحتم على الموظفين والعاملين، التركيز على أعمالهم والتي تمتد لساعات طويلة من النهار، ليعود الموظف منهكا يقضي بقية يومه إما نائماً أو متصفحا هاتفه الخلوي.
أما الآن وقد أضحى الوقت في يد العديد من الناس، ولم تعد هناك مبررات أو حجج تمنع الشخص من مزاولة المهارة أو الموهبة التي يحب، وأجبر على تأجيلها حتى يتمكن من العمل والالتفات إلى متطلبات المعيشة المتواصلة بين الفينة والأخرى.
فالمقترح أن يستفيد الإنسان من وقت الفراغ الكبير الذي لديه، وذلك مثلا أن يبادر الفرد إلى فتح خزانة الكتب التي في بيته ويختار الكتاب الذي يفضل، أو يتصفح هاتفه ليتعرف على المواقع التي توفر كتبا من مختلف المجالات، يقرؤها ويستزيد معرفة وينمي مخزون معلوماته، أو يمارس الرياضة التي يحب في بهو المنزل أو في حديقة المنزل مع بقية أفراد الأسرة، حتى يخفف من وطأة الضغوط التي يشعر بها بعد أن اضطر معظم الناس للبقاء في بيوتهم، منعا لانتشار العدوى.
كما أنها فرصة مناسبة ليذاكر الآباء الدروس مع أبنائهم واستطلاع أحوالهم، والجلوس مع الأسرة والتحدث وإسداء النصح والمشورة، إلى جانب تنمية المهارات الذاتية لرب الأسرة وأفرادها، فالبحث عن دورات عبر الانترنت متوفرة وبشكل مجاني في الكثير من المواقع. وأيضا حث الأبناء على المساعدة في إصلاح أي عطب في أي جهاز في البيت إن أمكن ذلك، وتفقد البيت وما يحتاجه من صيانة أو إصلاح، كالتأكد من خزان المياه، أو تنظيف سرداب البيت، والاعتناء بحديقة المنزل، بالإضافة إلى الاتصال بالأهل والأقارب للاطمئنان عليهم.
إن الوقت الذي يمضيه معظمنا في البيت، لجدير بأن يستغل على الوجهة الصحيحة، فربة البيت مثلا تستطيع ممارسة مهارتها في خياطة الثياب والتخلص من التالف منها المتراكمة في خزانة الملابس، بالإضافة إلى إعداد الحلوى أو حتى إعداد خبز بيتي والذي يمتاز بالطعم اللذيذ، فربات البيوت لديهن مهارات مميزة ومبتكرة في الطبخ، وتكون أيضا الفرصة سانحة لتشجيع الفتيات على مد يد العون لمساعدة الأمهات في أعمال الطبخ والتنظيف وترتيب طاولة الطعام، فلا بأس أن يعرض البعض مواهبه المفيدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على سبيل الفائدة والتسلية وترفيه الصغار وذلك لامتصاص طاقاتهم.
وبعد….
فإن المكوث في البيت بإمكان أي شخص أن يحوله إلى عمل شيء ذا قيمة، وبإمكانه تحويله إلى مجرد مشاحنات ومناكفات على أبسط الأمور.