2024
Adsense
ثقافة وفنون

درساً لن أنساه

إلهام السيابية

تعالى صوت الزغاريد والغناء والطرب من بيت الجار أبو خليل،
فتمتمت أم جمال لابنها قائله : الحمد لله الذي أتم عليهم بالسعادة والسرور ، الا ان ابنها جمال ازداد عصبية وهاج وماج فقد كان حبه لوفاء هو مسعاه والزواج هو مراده الوحيد، ولم يخفى على امه ذلك، فقالت له :
لا تخف سازوجك من هي اجمل منها، كاد أن يصرخ جمال بصوت عالي، هل يقاس الحب بالجمال، وماذا يفعل بقلبه المسكين، الذي تعلق بكل تفاصيل محبوبته ، لما لم يستمع لصوتها وهي تحدثه خائفه، تترجاه أن يسرع ليتقدم لأبيها ولكنه تدلل بعذره وتماطل بالقول :لست مستعدا الان، فالزواج مسؤولية كبيرة، وانا اريد ان اكون عند حسن ظن ابيك.
لم تكمل وفاء حديثها معه ولكنها قالت له وهي تقف : انا امرأه ياجمال وابي هو ولي أمري فما يرضاه ابي لي لن أقول لا، وتذكر أنني جئتك فلا تقل لي أنني لم أخبرك بأن تفعل.
نظر لها بحب مخفي وهو يقول في نفسه : هل ستضيع منه،
_ انت تحبيني ولن تسمح لك نفسك بالزواج من رجل آخر،
_انه الاختيار.. وانت لم تتقدم لي لاختارك وإنما سيفعل آخرون، ككل مرة أخبرك ولكن هذه المرة لن استطيع الرفض والأمر بين يديك ولك اسبوع واحد فقط اما ان تتقدم أو تنساني للأبد.
تاه في دائرة مغلقة لربما تفعل ذلك لتجعلني اخاف واتقدم لها، انها تبالغ فمن هو أفضل مني لتقبل به وفاء، حاول أن يتسمع بعض الأخبار من أمه الغالية ومن أصحابه في الحارة عن أي رجل تقدم لخطبة ابنة العم خليل ولكن الرد جاءه بالنفي، فارتاحت نفسه فيبدوا أن وفاء تهول الأمر،، ولكن قبل نهايه الأسبوع سمع الزغاريد من بيت العم خليل، ففز قلبه قلقا، ماذا يحدث؟؟ يبدوا ان احدا نجح في المدرسه ولكنه ليس آخر الفصل!؟؟ هل حصل محمد اخاها على عمل،؟؟ انتفض في مكانه وأمه تخبره بخطبة وفاء، كيف؟؟؟ ولمن؟؟ ومنذ متى ؟؟
تتحدث أمه بشفافيه غير عالمه أو غير مبالية بأن ابنها يكاد يموت قهرا وحزنا،
انها فتاة رائعة وقد وهبها الله شابا رائعا مثلها، ولكنه صرخ قائلا : لما لم تخبريني؟؟
_ولما أخبرك؟؟ لوكنت تريدها كانت أمامك طول تلك السنين أمام عينيك وتعرفها جيدا واباها يحبك ويرحب بك ولكنك لم ترى امامك الا حب المال، لم تكتفي، كلما ذكرت لك الزواج، تقول ليس الآن فأنا غير مستعد، قل لي ماذا ينقصك،؟؟ بيت ولله الحمد هذا البيت لا يضم سوانا ولن يضيق بأضافه شخص آخر ، ماذا؟؟؟ المال؟؟ عندك الخير من مال ابيك( رحمة الله عليه) وغير المال الذي قمت بجمعه من عملك الخاص، ولكن جشعك اعماك،، وجعل المال في نظرك قليل، وخسرت أجمل وارق فتاة كانت تهتم بك، ورفضت الكثيرين من أجلك، لكنك لم تستمع لها بل لأنها تحبك ستنتظر؟؟ ماذا ستنتظر إلى أن تتفضل انت وتقبل بها كزوجة؟ هي لم تكن تريد غيرك، انا امرأه يابني واعرف عن الحب الكثير وتعلمت من الدنيا أكثر، جاتني وفاء باكية فاخبرتها أن تعلمك وتخبرك بالأمر وماذا عليها أن تفعل ولكنك لم تهتم كانت في نظرك عصفور جميل وضعته في قفص الحب تنظر لجماله كلما أردت وفي أي وقت، ولكن الطائر استطاع الخروج فهناك من أحب له الحرية ليبقى طليقا يطير ويغرد أينما يحلو له،،
وانا؟؟؟ ألم تفكري في ابنك؟؟
_لو وجدت فتاة غنيه لاسرعت للتقدم لها، اما وفاء لأنها احبتك رفضت كل من تقدم لها، ولكنها تعبت من الركض وراء الخيال فارادت أن تتيقن من حبك لها، ولكنك لم تفعل فخيرتك بأن تتقدم لخطبتها فلم تفعل، فاختارت طريقها، طريقا جديدا بعيدا عن الأحلام الكاذبه، والآمال الواهيه، من احبها تقدم لها، ولا سببا لترفض، فالشاب رائع احبها وجعل كل شيء رهن تصرفها، وهي قبلت به زوجا لأنها احست بصدق حبه، فابقى مع أحلامك التي لا تنتهي،، فهي كالسراب كلما اسرعت خلفها اختفت أمام عينيك ،
هاله كلام أمه، أجل هو خسر كل شيء، كل مايحب، لقد سهل الله له كل الأمور ولكنه كان دائما يصعبها ويثقل العالم بأحلامه الواهية الكاذبة، لقد خسر أجمل أحلامه.
حاول التواصل َمع وفاء ولكنها أغلقت السبيل الوحيد للتواصل معها ، هاتفها ، وابتعدت قد الإمكان لبيت اختها ،مر اسبوع بدون أن يراها كان كالمجنون، يحتضن هاتفه المحمول وكأنه يستمع لصوتها، فيبكي بحرقة ويصرخ: ضاعت مني، تقول له أمه : لا تخف سيكون نصيبك على فتاة أفضل َمنها، كان يضرب راسه في الجدار وهو يقول انا غبي انا غبي لما لم انتبه، لما لم أسرع للزواج ممن احب، ماذا ينفع المال أمام خسارة من نحب، تقدمت منه أمه بلطف : لما لم تتقدم لها أن كنت تحبها؟
حبي للمال اعماني. خسرتها.. حاولت التواصل معها ولكنها لا تجيب، ماذا أفعل؟؟؟ .
نظرت له أمه بحزم :قم!
إلى أين؟
قم استحم وتنظف والبس أفضل الثياب، ولا تسأل إلى أين؟
لن اتزوج ابدا من غيرها لا تحاولي معي يا أمي.
قم ولا تضيع وقتي.
كان كالتائه الغريق يتمسك بثوب أمه لا يعرف إلى أين تأخذه ، دقت الباب،
وفتح، ياالهي ما أجمل هذا الوجه،
وفاء؟؟
اهلا خالتي تفضلي؟
أين أباك وامك؟
في صاله الجلوس تفضلي،
كانت عيناه تلتهمانها ولا ينظر لأي شيء آخر،
ما رأيك ياجمال؟
ماذا؟
أتريد وفاء زوجه؟ سأله اباها
فأجابه بدون تردد :
اكيد اريد فأنا احبها.
إذن على بركه الله، مبروك.
_ماذا؟؟والآخر؟؟
_اي آخر..؟ سأل الأب؟
فقال جمال متردد : الزغاريد والموسيقى؟؟
انها من أجل ابنتي صفاء لقبولها في الجامعه.
وهنا غردت الأم بزغرودة طويله :
ثم قالت له هامسه:
لو لم أفعل ذلك، لما أحسست بخسارة من تحب.
احتضن أمه بعمق وهو يقول :
سامحيني وشكرا لأنك علمتيني درسا لن انساه ابدا
علمتيني أن لا أغفل عن من أحب، فالمال إذا فقدته استطيع ان أكد في العمل لاحضر غيره اما اذا فقدت من أحب فقد فقدت كل شيء، انت ام رائعة.

 

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights