2024
Adsense
مقالات صحفية

الإسراء والمعراج موقفان

بقلم : قيس بن خليفة الخزيري

لقد كانت حادثة الإسراء والمعراج حادثة فارقة في حياة النّبي صلى الله عليه وسلم وحياة البشرية جمعاء، خلّد الله ذكرها في القرآن، حيث قال في بداية سورة الإسراء {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير} [الإسراء:١]، وأشار إلى المعراج في مواضع أخرى منها{لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ} [النجم:١٨] دلت هذه الحادثة على قوة المبدأ وعظم الرسالة التّي حملها النّبي الكريم صلى الله عليه وسلم، حاول المشركون إنكارها لأنّهم وجدوها ضربًا من الخيال، ونسوا أو تجاهلوا أنّ في موازين الله وقدرته التّي تفوق مقاييس البشر وقدرتهم، وتغافلوا عن المكانة العاليّة للنّبي صلى الله عليه وسلم عند ربّ العالمين، فقالوا عنه بأنّه كذّاب وغيرها من الأوصاف وتأثر بكلامهم ضعاف الإيمان.

وقد ضرب الصحابيّ الجليل صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق مثالاً رائعًا على الإيمان والتصديق والإذعان للحق، ففي الرواية جاء المشركون إليه صبيحة ليلة الإسراء ليخبروه أن صاحبه يزعم أنه أُسرِيَ به من مكة إلى بيت المقدس ثم عاد في ذات الليلة وهم الذين يضربون إليها أكباد الإبل شهرًا ذهابا وشهرًا إيابا، فلم يكن هذا الجواب الذي ينتظروه ويتوقعونه منه وإنّما نزل عليهم كالصّاعقة فقال: “إن كان قالها فقد صدق”.

أمّا النّبي صلى الله عليه وسلم كانت رحلة الإسراء والمعراج ترويحًا له، فالمحن تعقبها المنح وبعد العسر يكون اليسر، فقد جاءت حادثة الإسراء والمعراج بعد تكذيب أهل الطائف له وبعد عام الحزن الذي توفيت زوجه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وعمه أبو طالب .

ونجد هذا التباين في موقف المشركين وموقف النبي صلى الله عليه وسلم، لذا لا يأس ولا حزن مهما كانت الظروف صعبة والأحوال سيئة سيأتي الفرج وتنكشف الغمة وتشرق الأرض بنور ربها .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights