صانع الأجيال
علياء بنت سعيد العامرية
إلى معلم الأجيال.
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فإني أشكرك على جُهدك المبذول في الرُقي بالطالب، فلولا جهودك لما تخرج على يدك المعلم والطبيب والمهندس، ولولاك لما ارتقت الأوطان، وأنت الذي قال فيك أحمد شوقي:
” قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا
كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا” ،
وهذا إن دل فإنما يدل على فضلك العظيم في بناء أمة تسعى للخير والصلاح.
إلى بعض صُناع الأجيال، لدي رسالة بسيطة جدا نابعة من قلب محب، وأرجو أن تلامِس شِغاف قلوبكم، وكما يُقال: “ما خرج من القلب وقع في القلب”
لطالما حدثتني إحدى قريباتي عن ضرب معلمتها لها رغم تفوقها على الطالبات، تضربها بسبب أو بدون سبب، لطالما أخبرتني أنها بدأت تكره المدرسة، وكانت تردد: “نحن نُضرَب أَكثر مما نتعلم” ، المعلمة تعاقب والطالبات يهزئن ، هذه هي مدرستنا باختصار.
هذه الطالبة ليست الوحيدة، فكثير من الطلاب حاولوا الهروب من المدرسة للسبب ذاته، ومنهم من تَنَمَر على زملائه وإخوته، ومنهم من اختار العزلة خوفا من استهزاء العالم به.
إن لإيذاء وضرب الطالب أضرار كثيرة منها:
1- ضعف الشخصية.
2- النفور من المدرسة، وكره المعلم.
3- التقليل من هيبة الطالب أمام زملائه.
4- تراجع مستوى الطالب الدراسي، وغيرها من الأضرار.
عزيزي المعلم. قبل أن يحاسبك القانون؛ حاسب نفسك، وكما يقال: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا”.
اجعل لنفسك قانونا يردعك عن ضرب الطالب، قانون ينص على المحبة والمودة والوئام، قانون ينص على الصحبة الطيبة بينك وبين الطالب، قانون به تصنع أجيال عاشقة للعلم.
إن كُنت تظن بأن الضرب يُعيد لك هيبتك أمام الطالب فأنت مُخطئ، الضرب يا سيدي دليل على فشلك في التربية والتعليم، الضرب ليس حل للتربية، نحن نحتاج إليك كصديق قبل أن تكون مُعَلِم، أخ قبل أَن تكون مُربي، نحتاجُ إلى مُعلِم حقيقي، مُحِب لِما يُعطيه للطالب؛ ليحب الطالب المُعَلِم والمادة، رُب درس صنع مُخترع، رُب كلِمة صنعت مثقف.
كم من طالب صنع مجد بسبب دعم معلمه له، وكم من طالب أصبح مخترع صغير بفضل أسلوب معلم وطريقة تدريسه، وكم وكم…
ختاما عزيزي المُعلِم، ظروفك الشخصية لك وحدك، وللطالب عليك حق تدريسه وتربيته، والاهتمام به، وأرجو أن تصنع رسالتي فارقًا وألا تكون مجرد رسالة عابرة.