2024
Adsense
ثقافة وفنون

المرأة المبدعة..

زينب عبدالرحيم

الإبداع في جوهره لا يوجد به ما يميز بين الرجل والمرأة أو حتى بين المراحل العمرية ولكني في واقع الأمر تعمدتُ التمييز خاصةً ونحن في شهر مارس /آذار شهر المرأة , فنجد أن نساء العالم يحتفلن بالعيد الأممي للمرأة في الثامن من آذار
وفي السادس عشر من مارس تحتفل المرأة المصرية بعيدها والذي يحمل ذكرى ثورة المرأة ضد الاستعمار ونضالها من أجل الاستقلال وفي نفس اليوم 16 مارس 1923 دعت هدى شعراوي لتأسيس أول اتحاد نسائي في مصر وكان أول مطلب تحقيق المساواة للمرأة في الحياة السياسية والاجتماعية وضرورة حصول الفتيات على حقهن في التعليم الثانوي والجامعي ,وحصلت المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشيح .

وكما هو معروف في الحادي والعشرون من مارس نحتفل بعيد الأم، ويعد عيد الأم من أهم المناسبات التي يجد فيها الأبناء الفرصة للتعبير عن الحب والامتنان لأمهاتهم على الرغم من أنه لا يوجد شيء مادي أو حتى معنوي من شأنه أن يكرم الأم فهي تتحمل الكثير من أجل أبنائها لتجعلهم أُناسًا صالحين و تُعلمهم القيم الرفيعة ومعاني الشرف والكرامة.

المرأة المبدعة هي الأخت و الابنة والأم والزوجة والصديقة هي التي أدركت أن لها عقل ورأي وكرمتها الأديان وكان عليها أن تواصل المسيرة لتكون أكثر تحققًا لتشعر بلذة الإبداع والنجاح، فالمرأة المبدعة نجدها في وقتنا الحالي تُبدع في كافة المجالات الطب والهندسة وعلم الآثار والحفريات والبحث العلمي بكافة تخصصاته وصحفية وإعلامية ومناضلة وحقوقية،
وأيضًا فنانة ومبدعة تشكيلية ونحاتة وعازفة، وغيرها من الفنون على مختلف أنواعها وتعدد مدارسها وكل ذلك الابداع، بالإضافة إلى مسؤولياتها تجاه بيتها وأولادها ومراعاتهم ومراعاة الزوج وأيضًا تراعي عقلها وطموحها وإبداعها وتسعى وراء شغفها بكل قوتها وإرادتها.

حقًا شهر مارس يذكرنا بالكثير من الرائدات ونماذج المرأة المبدعة فأتذكر على سبيل المثال ذكرى وفاة المهندسة المعمارية العالمية زها حديد 31 مارس2016 التي حقًا كانت خير نموذج للمرأة المبدعة والقوية والتي تحدت كونها امرأة ومن أصل عراقي واستطاعت أن تفرض أعمالها المتميزة على العالم وأفسحت لها ولاسمها مكان في صفحات التاريخ والإبداع المعماري على مستوى العالم.

ويحضرني في ذلك اليوم أيضًا 31 من مارس عام 1898ذكرى وفاة إليانورماركس الابنة الصغرى للفيلسوف والمفكر كارل ماركس والتي كانت تتبنى قضايا المرأة العاملة وتسعى لحقوقهن وكانت تقول دائمًا على النساء أن يعلمن بأن تحريرهن ينبع من أنفسهن .

وكتبت في مقالة صحفية تحت عنوان التعرق في مكاتب الطباعة
وذلك لأنها كانت تعمل بين صفوف النساء في المهن المتعرقة وقالت إذا كنت تريد أن تعيش بعملك يتوجب عليك أن تعمل في ظل ضغط عال وطيلة عدد كبير جدًا من الساعات تفوق ثمانية ساعات يوميًا !!!

كم تبدو هذه الأسطر آنية رغم مرور أكثر من مائة عام على كتابتها .ولا يمكننا أن ننسى المرأة العُمانية فهي تحتفل بعيدها في السابع عشر من شهر أكتوبر فوجب علي أن أشكر كل النساء العُمانيات في شهر المرأة لدورهن الريادي والمشاركة في كافة مؤسسات الدولة، فالمرأة العُمانية تؤكد على كفاءتها وجدارتها بتلك المكانة الاجتماعية التي حصلت عليها وستواصل المسيرة لترتقي إلى المزيد من المناصب القيادية، مؤكدة للعالم أن المرأة المبدعة تستطيع أن تُبهر العالم و تقدم نموذج يحتذى به يتطلع إليه الكثير وكل ذلك تستطيع أن تحققه المرأة العربية رغم كل التحديات والأزمات، إلا إنها لديها الوعي بحقوقها وواجباتها وستبقى رمزًا للرقي العملي والفكري، محققة بذلك المعادلة الصعبة أن تكون إمرأة لديها مسؤوليات بالإضافة إلى الكثير من العقبات، ومع ذلك تصبح مبدعة ومناضلة متحققة تُغير الكثير لتقول للعالم بكل جدية وفخر واعتزاز أنا المرأة المبدعة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights