نصفُ اعترافٍ أو فلتُسْمهِ ما شئْت
عزماء الحضرمية
إلَى مَجهُول:
السلامُ عليكَ حيثُ كنْت، حيثُ أنتَ وبعْد:
تمنّيتُ لو أنّني أملكُ ذاكِرةً عارِيةً فلا أتذكر مِنْ بقَايَاكَ شيئًا، وددتُ لو أنّك لمْ تضعْني علَى الهَامشِ فأتوسلُ إليكَ كيْ تكتُبنِي نصًا مكْتملًا، لو أنّك أضَعتنِي بينَ سَطريْن ، لو أنّكَ طَمَسْتنِي بينَ صَفحَاتِ كتَابٍ فيتذَكرُنِي العَابِرُ بينَ الكلِمَات، لو أنّني أنسَى، لَو أنّك نَسيتَنِي، لو أنّني أنْتَ فَتُصبحُ أنْتَ أنَا، لو أنّنَا نُصبِحُ اثنَين في أنَا واحِدة.
صَديقِي:
رتبْني سطرًا بينَ يَديْكَ واكتبْني محْرومًا مِن كلّ عذاباتِ الحبّ الموجُودةِ في عينَيكَ، فمَا الذِي سيُشفِي قلْبي بعدَ كلّ هذَا؟ نصًا ؟! ربّما هذهِ هي المُواساةُ التِي أتبعُها لأُشفَى منْ سقمِك، حَتى النصّ لا يَهزُ منْكَ شيئًا، فأنْتَ لا تُدرِك حقًا معنَى أنْ تتقيّأَ الحُروفَ فتُنجِب سطْرًا تلوَ الآخَر، تصرخُ أَنْ يَا حُروفُ انهمِري وصُبّي غضَبكِ ألَمًا وشقَاءً، لَمْلِمي البؤْسَ بكُاءً وانثُرِي الحُبّ دِماءً، واجمعِينَا في غَياهِبِ سجْنكِ كَأيّ صَديقَينِ كُتِبَ لهُمَا أنْ يْلتَقيَا، أيُّها الصدِيقُ العَالقُ في ذِكرياتِ المَاضِي، المتمسِكِ بعروةِ الحبّ القَديمِ، يا اتّقادَ الروحِ، يا مَن أشعَلَ الذكْرَى يَقِينًا وارتِيابًا، إنّني أتأوّه أسفًا على مَا مَضَى وليتَك نَسيتَني.
تحياتِي:
تشرفتُ بكَ،
أقصُد تشرفتُ بجحِيمِكَ