صور : سعيد بن أحمد القلهاتي
يتأهب المجتمع الدولي سنوياً في الثاني والعشرين من مارس الجاري للاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي يأتي هذا العام تحت شعار ” التغير المناخي” ، ويهدف لمناقشة ظاهرة التغيُّر المناخي وأسباب حدوثها وتأثيرها على حياة الأمم والشعوب في حاضرها ومستقبلها ، في محاولة لدراسة مدى تأثيرها على الجهود الدولية المبذولة لاستدامة الموارد المائية والحد من تضائلها نتيجة للتغير المناخي الذي تشهده دول العالم .
ونظرا للأهمية القصوى التي يحظى بها القطاع المائي بالسلطنة .. تحتفل وزارة البلديات الاقليمية وموارد المياه في الثاني والعشرين من مارس من كل عام بمناسبة اليوم العالمي للمياه ، لأجل تسليط الضوء على القضايا المائية الهامة ودراستها لإيجاد الحلول المناسبة لها بما يتوافق مع اللوائح والانظمة المنظمة للقطاع المائي بالسلطنة .
وبناء على التقارير الصادرة من الهيئة الدولية للمناخ ، فان المناخ العالمي سيستمر في التغير على مدار القرن الحالي والقرون القادمة بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة ، بالإضافة الى ارتفاع مستوى الاحتباس الحراري بالكرة الارضية، حيث انه من المتوقع ان ترتفع درجة حرارة الارض بنحو درجتين في كل عقد من الزمن وعلى مدى العقدين المقبلين ، مما يتسبب في هطول كمية كبيرة من الامطار على بعض الاجزاء بالكرة الارضية فيما تتعرض الاجزاء الاخرى منها للجفاف والتي قد ازدادت رقعتها منذ مطلع السبعينيات والى يومنا هذا .
ويؤثر التغير المناخي على الموارد المائية بعدة أشكال اهمها التأثير على كمية ونوعية الموارد المائية وأماكن تواجدها في الكرة الارضية، حيث تتفاوت كمية المياه المتوفرة في أجزاء الكرة الارضية فتجد بعض الاجزاء بها وفرة مائية بينما الأخرى تعاني من الجفاف والتصحر، وذلك نتيجة لعدة عوامل منها هطول الأمطار والفيضانات والأعاصير والذوبان الجليدي وارتفاع منسوب مياه البحر .
ومن هذا المنطلق ، سخرت بلدية صور كافة السبل والوسائل لمواجهة التغير المناخي من خلال وضع خطة عملية وتوعوية ممنهجة تهدف الى تعزيز حس المسئولية المجتمعية تجاه ترشيد استهلاك الموارد المائية بالولاية والعمل على استدامتها من خلال دراسة الوضع المائي بالولاية وقياس مستوى تدفق المياه والوقوف على أسباب شح المياه والعمل على وضع الحلول المناسبة للحد من تأثيرها .
يذكر أن ولاية صور تضم 107 فلجا ، أشهرها فلج الجيلة بنيابة طيوي والذي تم ضمه لقائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو في يونيو من عام 2006م، وهو فلج عيني يتغذى من وادي الشاب بنيابة طيوي التابعة للولاية ، ويعد المصدر الرئيسي لمياه البلدة ويبلغ طول قناته (161) متراً .. كما تزخر الولاية بمخزون جيد من المياه الجوفية متمثلا في العديد من الآبار والعيون .
وتقوم بلدية صور ممثلة بقسم شؤن موارد المياه بتنفيذ زيارات شهرية لمراقبة الوضع المائي بالولاية ، لدراسة مستوى ارتفاع وانخفاض منسوب مياه الآبار والأفلاج ، وقياس مستوى ملوحة المياه ومستوى تدفقها . كما تعمل جاهدة لمراقبة أجهزة قياس الأمطار البالغ عددها 9 أجهزة موزعة بمواقع مختلف بالولاية وذلك لقياس منسوب مياه الأمطار المتساقطة ضمن الحدود الجغرافية للولاية .
وفي بادرة منها لتعزيز الشراكة المجتمعية الرائدة بينها وبين المؤسسات ذات الاهتمام بالقطاع المائي ، قامت بلدية صور بتنفيذ العديد من البرامج التوعوية المشتركة لتوعية المجتمع بضرورة الحد من استنزاف المياه سواءً من خلال حفر الآبار العشوائية بطرق غير قانونية أو من خلال الاسراف في استخدام المياه في حياتنا اليومية .
وشهدت هذه البرامج تنوعا وتميزا من حيث الرسالة والمضمون نظرا لاختلاف الرسائل الموجهة واختلاف الهدف المرجو منها ، حيث عمدت البلدية على استهداف مختلف الشرائح بالمجتمع عبر تنظيم المعسكرات التوعوية بالقرى الجبلية وتنظيم المعارض الهادفة التي من شأنها ان تغرس المبادئ والقيم بنفوس الناشئة من أبناء الولاية ، بالإضافة الى تنفيذ الزيارات التوعوية لعدد من المعالم المائية كسد حماية صور من مخاطر الفيضانات ووادي الشاب ومصانع تعبئة المياه . بالإضافة الى تنفيذ العديد من المحاضرات والندوات واستعراض المنجزات المحققة في المجال المائي ، وتحرص بلدية صور على متابعة المسير نحو الحفاظ على الموارد المائية بالولاية وتعزيز الوعي بضرورة ترشيدها والحد من استنزافها لضمان بقائها وتحقيق الاستغلال الامثل لها .. كما تدعو المواطنين الراغبين بالاستفادة من المياه الجوفية بالتوجه الى البلدية والتقيد بالإجراءات المطلوبة وذلك لتفادي التعرض للمسألة القانونية .
