همة يا عُمان الهمة من بعد قمة
هلال البدوي
كاتب وباحـــث قانوني
alfalk033@gmail.com
عندما يبلغ الحزن منا مقام على فقيد عُمان السامي رجل السلام والدنا جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – فإن القلوب تنفطر لرحيله حيث ينبغي علينا أن نصبح ابلغ وفاء لصاحب ذلك الحزن الذي شيد لعُمان ارث عظيم وتأبينه واجب علينا ، وعند انقضاء الأربعين يوماً المرتهنة للحداد على فقيد الوطن تكون البداية وكان لا بد من إستنهاض الهمم قيادة وحكومة وشعباً وهو ما قد يثلج مهجع تلك الروح في مثواها الأخير ، بل يجب علينا أن نتجاوز منزلق الخمول والجمود الذي قد يخيم على مفاصل اركان الدولة ( القيادة ،والاقليم ، والشعب ) حيث نعي تمام أن ليست الغاية البقاء على الإرث فحسب وانما البناء عليه لبلوغ الإستدامة ويتأتى ذلك بتضافر الجهود المتعددة لتسمو راية علم عمان خفاقة من جديد وسامها سلطان كريم ، كما أرغب من هذا المنبر مشاركة القراء رسائل نبيلة الى اركان الدولة العمانية استشرفناها من خلال متابعة أصداء الرأي العام العماني والعالمي عطفاً على هذا الحدث الجلل في بحر الفترة المنصرمة :
الرسالة الأولى : ننشد من جلالة السلطان هيثم بن طارق ، أن يستنفر في عمان حكومة وشعب تلك الهمة التي إستنهضها المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد عند بزوغ فجر النهضة المباركة في أجدادنا وأبائنا الذين جانبوه في السراء والضراء حتى بلغت عمان مقاما ساميا ومكانة مرموقة في العالم ، والذي يعزز السكينة والطمأنينة لدى عمان إتحاد إرادة الله تعالى مع رؤية جلالة السلطان الراحل في شخص هيثم بن طارق لحمل الراية السامية فعندما نذهب إلى الفكر نجد ذات الفكر السامي المعهود لدينا وهو ما نستنير به لإستشراف المستقبل لما هو أفضل لعمان ، وما أن نذهب الى الحلم والحكمة التي يتحلى بها جلالة السلطان هيثم التي عايشها من هم حوله والتي عُرفت عنه ولُمست فيه يضعنا في مسار الخطى الثابتة حيث كنا ونصبح حيث نكون ، وعن الركن الثالث ( الشعب ) من اركان الدولة نسترعي اللفتة الكريمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق حيث معترك الحديث بمجالسنا المختلفة بفترة الحداد لنأمل أن يضع جلالة السلطان هيثم في الأولويات تحرير عقل المواطن العماني من بعض المكبلات إلى حرية التفكير والأخذ بروح المبادرة لديه في كافة توجهات الدولة والمساهمة والمشاركة جنبا الى جنب مع القيادة والحكومة فكيف والمصير واحد ، واننا على يقين تام بتطلعات جلالة السلطان لمثل هكذا توجهات ونرى أن يتم إيجاد وعاء مؤسسي عام يلبي توجهات الفكر الصاعد وعند فئة الشباب على وجه الخصوص .
الرسالة الثانية : نأمل من حكومة سلطنة عمان أن تتيح الفرصة للمنافسة أمام جميع شرائح الشعب في المشاركة والمساهمة لإستدامة إرث عمان والبناء عليه ممن لا يجدون منبر لهم، والذين باتوا يخضعون تحت وطأة الإحباط الآفة التي أصبحت تقود بعض الدول الى الإفلاس ، والكثير من أفراد الشعب ممن طرقوا الأبواب المتفرقة لدى الحكومة بمبادراتهم ومساهمتهم أو حتى بغية مجرد إيصال الصوت الوطني الذي بداخلهم لرفعة عمان وشأنها على أقل تقدير ولم يحظو بترياق لإستنهاض ذواتهم من آفة الإحباط تلك حتى اصبحوا رهينة الخانع ، وعندما نقارع ما تستشرفه الرؤية الحكيمة للسلطنة قيادة وحكومة بالوضع الراهن وخاصة عند فئة الشباب من المجتمع نجد البيئة أصبحت مؤهلة لاستنهاض الهمة لدى جميع الفئات ، ولا ريب فان ذلك سوف يرتقى بالمورد الأول للسلطنة المتمثل بالمورد البشري الذي تقوم عليها كافة دعائم أي دولة فهل يتحقق لنا ذلك ، نعم فنحن لها.
الرسالة الأخيرة : نعول من شعب عمان الوفي لقيادته ووطنه وارثه الخالد كما ينبغي عليه الدور الأكبر وتفعيله كما يجب ان يكون فلا قيادة بدون شعب ولا حكومة بدونه ، اما آن الأوان لاستنهاض الهمة والالتفاف مع الرؤية القادمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق والبلوغ الى اسمى الأهداف الوطنية محليا وعالميا حيث كنا أوفياء للسلف نصبح أوفياء للخلف ما أن وقد استأمن عمان بيد كريمة ، فنحن ذلك الشعب الذي يقوم على الثوابت ويبني عليها جيل بعد جيل ليظفر المنال دائما بإذن العلي القدير .
الهمة يا عمان ، الهمة ، وفاء لتأبين إرث قدوة ، فالهمة يا هيثم الهمة.