ذكرى خالدة… ورفع العَلم
أحمد بن موسى بن محمد البلوشي
أربعون يوماً على رحيل أعز الرجال وأنقاهم طيب الذكر المغفور له بإذن المولى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه- أربعون يومًا مضت على رحيلك يا أغلى وأثمن الرجال وأكثرهم طيبة وصفاء، أربعون يومًا بلياليها ونهارها، بساعاتها ودقائقها وثوانيها، أربعون يوماً وكأنها الدهر بلا نهاية، فهذا الفراق المحتوم إلى الأبد الذي لا عودة منه أبداً، والعين تدمع والقلب ما زال يبكي من رحيلك ولكنها إرادة الله ولا راد لقضائه، أربعون يومًا وليتني أستطيع تحميل الكلمات مقدار الحزن على فراقك، روحك الطاهرة النقية ما زالت تعيش بيننا، وما زلت حياً فينا في قلوبنا وعيوننا وعقولنا، ولن ننساك ما حيينا، ولا يمكن للأيام والسنين أن تمحو ذكراك الغالية أبداً، وستبقى دوماً مصدر فخر واعتزاز لعُمان وشعبها.
اللهم أسكن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه- الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم إنا نسألك ونتوسل إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تتقبله بالمغفرة والرضوان، وترفع درجاته، وبلغه أعلى المنازل مع الانبياء والشهداء والصالحين، واجمعنا به مع الذين أنعمت عليهم يا أرحم الراحمين .
قالوا عنك
قال عنك مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم – أعزه الله- “لقد شاءت إرادة الله سبحانه أن نفقد أعز الرجال وأنقاهم المغفور له بإذن الله حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور رحمه الله.
وقال أمير الانسانية الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت:” ما مات الله يرحمه، أنتم موجودين”.
وقال رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون إن قابوس خلّف “إرثا عميقا، ليس في عُمان وحدها، بل في أنحاء المنطقة”.
أما الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قال:”كان السلطان قابوس شريكا وصديقا حقيقيا للولايات المتحدة، بينت لنا جهوده من أجل الحوار لتحقيق السلام ضرورة الاستماع إلى جميع وجهات النظر”.
وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وصف وفاة قابوس بأنها “خسارة للمنطقة”.
أما الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، فقال: إن سلطان عمان الراحل كان “ملتزما بنشر مبادئ السلم والتفاهم والتعايش”، “أعطى الأولوية للتعاون والتعددية، وقاد عمان للانضمام إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي”، ملاحظاً أنه “من خلال القيادة والالتزام، عمل جلالة السلطان على تشكيل سلطنة عمان كعضو ناشط ومسؤول في الأسرة الدولية”، وزاد: “تحت سلطته، ظلت عمان محصنة إلى حد كبير من التوترات والمتاعب في المنطقة”، مضيفاً أن السلطان قابوس “كان يحظى بتقدير كبير لنشره رسائل السلام والتفاهم والتعايش خارج حدود بلده”، مفيداً بأن عُمان “لعبت دوراً حاسما في ضمان خطوط الاتصال والحوار بين الأطراف المتنازعة”. ونوه الاتحاد الأوروبي بالبراغماتية التي كان يتحلى بها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور.
ورُفع العَلم
يستمر العطاء والعمل بقيادة مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم – حفظه الله ورعاه- ويبدأ عهدًا جديدًا وحقبة جديدة ملؤها التفاؤل والأمن والاستقرار والسلام. عهداً جديداً ومكملًا لمسيرة النهضة المباركة في بلد العز والرخاء بلد الأوفياء.